انطلقت اليوم الأربعاء بطنجة 23 اكتوبر2024 فعاليات النسخة الأولى من المنتدى والمعرض الدولي للحركية والنقل واللوجستيك (2024 LOGITER)، تحت شعار “بناء سلاسل لوجستية مستدامة من أجل تحول هيكلي بإفريقيا”.
ويشارك في هذه التظاهرة القارية، المنظمة بمبادرة من الاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك (UAOTL) ومجلس جماعة مدينة طنجة، بشراكة مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجة-تطوان–الحسيمة، والجامعة الوطنية للنقل متعدد الوسائط (FNTM) والجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات بالمغرب (AMTRI Maroc)، تحت إشراف وزارة النقل واللوجستيك، أبرز الفاعلين في القطاع على الصعيدين الوطني والدولي.
ويكتسي منتدى “LOGITERR 2024″، الذي يشهد مشاركة وفود تمثل 35 بلدا إفريقيا عضوا في الاتحاد القاري، أهمية كبيرة في سياق التوجه المغربي في مجال تكريس التعاون جنوب – جنوب، لاسيما مع المبادرة الأطلسية للمملكة المغربية.
في كلمته بهذه المناسبة، أكد وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، أن المغرب، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، انخرط بقوة في مسلسل نحو الليبرالية والخوصصة والجهوية، وعيا منه بالحاجة إلى خلق بيئة مواتية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتكامل سلاسل القيمة العالمية، مشيرا إلى أن الاهتمام انصب على تطوير البنية التحتية الأساسية ودعم القطاعات الإنتاجية.
وأكد الوزير، في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة خالد الشرقاوي، أن المغرب تموقع، بفضل التحولات المسجلة في قطاعي النقل واللوجستيك، كمركز لوجستي صاعد ونموذج في مجال القدرة التنافسية والاندماج، بفضل جودة البنيات التحتية للنقل، ولاسيما عبر ميناء طنجة المتوسط، الذي يحتل المرتبة الرابعة في المؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات (CPPI) لسنة 2023، مشددا على أن هذا الموقع سيتعزز بشكل أكبر بعد تشغيل ميناء الناظور غرب المتوسط الجديد، والمصمم لمناولة المحروقات والحاويات وبقدرة تصل إلى معالجة 3 ملايين حاوية مكافئة لعشرين قدما سنويا.
وذكر الوزير أن المغرب ما فتئ، منذ استقلاله، يؤكد على هويته الإفريقية، حيث وضع القارة في صلب خياراته الاستراتيجية، مشيرا إلى أن المملكة أولت دائما أهمية قصوى لتطوير علاقاتها مع أشقائها الأفارقة، عبر توطيد العلاقات وإرساء الشراكات المتنوعة، وفاء منها للروابط التاريخية العميقة التي تجمعها بالدول الإفريقية.
وأضاف “اليوم، وفي ظل الرؤية الملكية المستنيرة، أخذ التوجه الإفريقي لبلادنا بعدا جديدا، بإدراجه ضمن رؤية بعيدة المدى ترتكز على منافع التعاون جنوب-جنوب”، مشيرا إلى أن هذه الرؤية تطمح إلى تحقيق المزيد من الاندماج بجميع أبعاده، من أجل إطلاق الإمكانات الهائلة المتاحة للقارة.
من جهته، أشاد رئيس مجلس جماعة طنجة، منير ليموري، بانعقاد هذا الحدث الدولي الذي يجسد التزام المغرب بتطوير قطاع النقل واللوجستيك في القارة بمدينة طنجة، بوابة إفريقيا وأوروبا ورمز الانفتاح على العالم، مؤكدا أن هذا الحدث يهدف إلى توسيع آفاق التعاون بين الدول الإفريقية في القطاعات المرتبطة بالنقل والخدمات اللوجستية.
بدوره، اعتبر رئيس الغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات، عبد اللطيف أفيلال، أن تنظيم هذا المنتدى يندرج في إطار دينامية التعاون جنوب-جنوب، التي يدعو إليها المغرب تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أن اقتصادات البلدان الإفريقية تواجه تحديات عديدة، الأمر الذي يتطلب تطوير نماذج جديدة للتعاون والشراكة، ووضع قطاع النقل والخدمات اللوجستية في قلب هذه الدينامية.
أما المدير العام للسلطة المينائية طنجة-المتوسط، حسن عبقري، فقد نوه بأن طنجة عرفت تنمية اقتصادية غير مسبوقة، منذ تشغيل المركب الصناعي والمينائي طنجة المتوسط، والذي يعتبر ثمرة رؤية حكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أن ميناء طنجة المتوسط برز منذ البداية كنموذج للتنمية على مستوى القارة، باعتباره منصة متكاملة، مينائية وصناعية، تعمل كمركز لوجستي دولي في خدمة تعزيز الربط وتسهيلا المبادلات.
وقال حسن عبقري إن “إفريقيا تقف اليوم عند نقطة تحول حاسمة في تاريخها الاقتصادي والاجتماعي. في الوقت الذي نواجه فيه تحديات غير مسبوقة، ترتبط بشكل خاص بعولمة التجارة، واضطراب سلاسل التوريد العالمية والإكراهات البيئية، فإن الأمر متروك لنا لاستكشاف حلول مبتكرة لضمان مرونة واستدامة البنيات التحتية اللوجستية”.
من جهته، أشار رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بالاتحاد الإفريقي، خالد بودالي، إلى أن هذا الحدث يشكل فرصة للاحتفال بالميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك في مارس 2018، مبرزا أن هذه الهيئة تجسد نهجا جريئا واستباقيا لتحقيق أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي، وهي خطة استراتيجية لقارة مزدهرة ومتكاملة وسلمية.
وتابع “نحن واثقون من أن المبادرات المتخذة ستلعب دورا حاسما ليس فقط في تعزيز الربط بين الدول الإفريقية، ولكن أيضا في إطلاق الإمكانات الاقتصادية الكاملة للقارة، وبالتالي المساهمة في تحقيق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF) “، مضيفا “من خلال تبادل الخبرات المثمرة وأفضل الممارسات والحلول المستدامة للتحديات العابرة للحدود، سنرسي أسس تعاون إقليمي عابر للحدود ويمهد الطريق لمستقبل أكثر انسجاما ووحدة”.
وأشار المنظمون إلى أن هذا المنتدى ينظم من قبل ومن أجل المهنيين في قطاعي اللوجستيك والحركية، معتبرين أن حلولا ملموسة للتحديات المطروحة ستقدم من لدن الخبراء والشركاء خلال جلسات النقاش واللقاءات المرتقبة ضمن جدول أعمال المنتدى.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الاقتصادية القارية، الممتدة على 3 أيام، مؤتمرات علمية غنية ومتنوعة، إذ يشكل فرصة لتسليط الضوء على الحلول المبتكرة في مجال النقل والخدمات اللوجستية والتنقل.
زر الذهاب إلى الأعلى