اقالة جون بولتون ارتياح في الرباط وخيبة امل في الجزائر وجبهة البوليساريو
تباينت ردود الأفعال الدولية حول إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استقالة مستشاره للأمن القومي جون بولتون، بعد تصاعد خلافات الرجلين حول عدد من القضايا المهمة كإيران وفنزويلا وافغانستان، بسبب المواقف المتصلبة لبولتون في مقابل رغبة ترامب تغليب الحلول الديبلوماسية، خلافات بدا واضحا أنها وصلت إلى أفق مسدود بعد الاستبعاد المهين لبولتون من المحادثات الأخيرة مع حركة طالبان الأفغانية.
ويبقى نزاع الصحراء من الملفات التي كانت بصمة بولتون المتشددة واضحة من خلال العديد من المواقف لعل أبرزها وقوفه وراء تقليص التمديد لبعثة المينورسو من سنة كاملة إلى ستة أشهر فقط، وتهديده أكثر من مرة بإنهاء مهام البعثة مالم يتم إحراز تقدم في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بالمنطقة، وهي المواقف التي شكلت إزعاجا لباريس، بسبب رغبته الجامحة في كسر الهيمنة الفرنسية على صناعة القرارات الدولية المتعلقة بنزاع الصحراء.
وباستقالة جون بولتون تكون جبهة البوليساريو قد خسرت أبرز المتضامنين مع أطروحتها داخل الإدارة الأمريكية، وأحد أشد المتحمسين لتسريع وتيرة الحل، والناقمين على حالة الجمود التي يعرفها الملف، حيث سارع ممثلها بنيويورك سيدي محمد عمار إلى التغريد متأسفا على هذه الاستقالة، ووصفها بعض نشطاء الجبهة بمواقع التواصل الإجتماعي ب”الخسارة والنكسة الكبيرة”.
شكا
وباستقالته تكون البوليساريو قد خسرت أيضا رهانها على تعيين شخصية ديبلوماسية أمريكية في منصب المبعوث الاممي إلى الصحراء، قادرة على مواصلة الزخم والدينامية التي خلقها المبعوث السابق الألماني هورست كولر، قبل استقالته في ماي الماضي.
وبرحيل جون بولتون سيمد المغرب رجليه نشوة وارتياحا، فقد شكل وجود الرجل داخل الإدارة الأمريكية تحديا بالغا للديبلوماسية المغربية، بسبب مواقفه التي شكلت تراجعا عن مواقف سابقة للإدارة الأمريكية التي وصفت المبادرة المغربية بالمقترح “الجدي” .