الدخول المدرسي والمعوقات والتحديات الجديدة
كتبه / م رئيس التحرير / الاخضر عبد الحميد
لاشك ، ان الدخول المدرسي الجديد يطرح اشكالات حقيقية لمستقبل اجيالنا الصاعدة ، المشكل المطروح اين نحن ؟ اذا كان الطفل الصغير الذي يتعلم ويدرس في التعليم الخصوصي و ذلك المنظر العجيب الذي يحشر الاطفال في حافلة التعليم اكثر من ثلاثين طفل مكدسين مثل الاكياس ولمدة نصف ساعة او اكثر وهم يتجولون من حي الى اخر ، ويحملون حقيبة على اكتافهم تزن اكثر من 10 كيلوات علاوة غلى الفاتورات الشهرية التي بلغت حدا وتثقل كاهل الاسرالتي تشتكي دوما من هذه الزيادات المتوالية في كل موسم دراسي ، وحينما يصل هؤلاء التلاميذ الى هذه المدرسة سيجدونها شبه عمارة لاتتوفر فيها شروط التعليم الصحيح من مرافق حيوية وتهوية وساحة واسعة وملعب ومراحيض في المستوى المطلوب اي تعليم هذا ؟ هذا يخص التعليم الخصوصي ، اما التعليم العمومي فلا حدث وان كان يتوفر على مؤسسات فسيحة وحجرات واسعة الا ان هناك الحشوالتعليمي الذي يغلب على طابع تعليمنا ، فاساتذتنا الكرام يطلبون من متعلميهم ان يحفظوا وان يستظهروه ما حفظوه الا ان تعليمنا بدا يغلب عليه كثرة المناهج والبرامج التعليمية ، في الزمن الماضي الجميل كان تعليمنا ينحصر في كراسة وقلم وكتاب وكان يتخرج منها علماء واطباء في المستوى المطلوب ، ما الفرق بين الامس واليوم ، كثرة الكتب والمناهج والتلاميذ لايقراون شيئا واذا كان المسؤولون يتحفوننا ببعض الارقام المدهشة ان 300 الف تلميذ يتركون المدرسة ، ودون حصولهم على اي شهادة واوضحت المصادر العليمة ان نصف الطلبة الجامعيين يغادرون السنة الاولى دون دبلوم مما يشكل انعكاسات ونتائج سلبية على المستوى الاجتماعي ، دون الحديث عن التنمية وكفاية التعليم ، اذن مشاكل التعليم متشابكة خاصة في هذا العصر الذي يندرج فيه الرقمي ، على جميع المستويات التعليمية ، اذن ماهو الحل ؟ هل هو في كثرة المناهج والبرامج المتشعبة والتجارب الفاشلة التي لم تعط اكلها اذن ينبغي اولا وقبل كل شيء التركيز على المواد الاساسية ونطلب من السادة الاساتذة التركيز على الكيف لا على الكم وتعطى للتلاميذ الحرية اللازمة من اجل استخدام العقل والتركيز على البيداغوجية المقنعة والتي تعطي الفائدة القصوى كما كان سابقا من اجل اخراج اجيال تحب القراءة والكتابة والبحث والتنقيب وايجاد حلول لائقة من اجل حب التعليم ، لان ما نراه الان تلاميذ يكرهون الدراسة ويبحثون عن اشياء اخرى خارجة عن مداركهم ، والاسئلة التي تطرح دائما في اذهان هؤلاء الصغار لماذا يقرا ؟ وما الفائدة منها اذا كان سيخرج وسيجد نفسه عاطلا منزويا بين اربع جدران ، بعض المسؤولين يفكرون بمنطق اخر على الاقل سيبقون هؤلاء التلاميذ محروسين طوال الاسبوع في الحجرات ، ولايهمنا تعليمهم او دراستهم ، المهم سنرتاح من الضجيج والمهاترات والفوضى التتي تحدث في الشوارع .اذن تعليمنا لازال يعاني من معوقات ويمكن بعبارة اوضح ان نركن الى مناهج محببة اليهم كالبحث والتحليل والخروج الى عالم اوسع من اجل طي المراحل والكف عن التعقيدات وكثرة الكتب والمناهج والبحث عن اقصر الطرقات من اجل الوصول الى الاهداف المبتغاة ومن اجيالنا الصاعدة والخروج بهم الى بر الامان والنجاح المطلوب والرجوع الى الوراء قليلا لنستفيد كيف كان االتلاميذ السابقون يتعلمون ويكتفون بالدفتر والقلم واستعمال المنهاج الاقوم هو البيداكوجية الحديثة من التعليم الرقمي والانترنيت الى اخر المستجدات الحديثة لنسير في الطريق الصحيح والاقوم.
ونجد مسؤولين يتحدثون عن المدرسة الحديثة والصيع التي يمكن ان تسير عليها مستقبلا ، ولكن مع الاسف الشديد نرى تعليمنا يسير في الاتجاه المعاكس وذلك ما نشاهده يوميا في التربية والاخلاق والتعليم والمستويات التي تتجلى في القيم التي اصبحنا نعيش عليها لا تربية ولا تعليم ، كل ما هناك انشاءات وبرامج لا تسايؤ الواقع المعاش ، اذن رغم الاصلاحات والتغييرات المستمرة من اجل اللحاق بالركب المتقدم ، وسؤوال الذي يبقى دائما مطروحا اين يكمن الخلال ؟ هل في الانسان ام في البرامج ما دام اولئك القيمون يعيشون بعيدا عن الواقع الملموس والتطبيق الفعلي للمدرسة الحديثة التي تساير مناهج الحياة الفعلية من اجل مدرسة تعليمية شاملة ومستقبل افضل لخير اجيالنا الصاعدة ….