فن وثقافة

المنشد المتميز والمتصوف الزاهد عبد الرحيم عبد المؤمن

العارف بالله سيدي محمد بن سيدي أحمد بن سيدي هشام بن الصديق  بن القطب  الرباني سيدي الحاج أحمد بن عبد المؤمن الحسني  وهو  من الأشراف ألصحيحي  النسب الشريف المنتمون للزاوية الصديقية بطنجة ، وعُرف بإسم الشيخ سيدي محمد عبد المؤمن ….وهو  رجلاً ربانياً ومتصوفاً تزوج من الشريفة التقية المغفور لها للاغيثة نجلة الشيخ الرباني  سيدي مبارك بن الصديق الحسني رضوان الله  عليه  ، فأنجبت  له  من الذكور  العارف بالله والواعظ  في طريق الرشاد والفلاح سيدي  عبد الله  عبد  المؤمن ، وكذلك أنجبت له سيدي عبد الرحيم عبد المؤمن  الذي ترعرع هو الآخر في الزاوية الصديقية ، وأضحى  كالشجرة الطيبة أصلها ثابت  وفرعها  في السماء ، تؤتي  أكلها كل  حين من الشيوخ من تتلمذ  على  أيديهم  في  التصوف والمديح  والسماع منهم  سيدي  عبد  الحميد  الحنوط ، وسيدي عبد اللطيف الريحاني وسيدي  محمد  بن  عجيبة وآخرون من الكبار  أمثالهم …  وكان  سيدي  عبد  الرحيم  مواظباً  على  قراءة   الحزب بعد  صلاة  المغرب  كل  يوم  بأمر  من  والده  وحضور  حلقات  الدروس  الدينية  التي كان يلقيها  العالم  الجليل  المرحوم سيدي  عبد  العزيز بن الصديق ، والمثابرة  على  حضور  ليالي  المديح  والأذكار  والحضرة  الربانية  التي  يختمها  والده في  حضرة  العلماء  الأجلاء بالزاوية  الصديقية  بطنجة بآيات  بينات  من الذكر  الحكيم ، ذلك لما  كان  يمتاز  به  من صوت جميل ، وكان الفنان الشاب والمنشد المتألق سيدي عبد الرحيم عبد المؤمن يتعلق بكل الزوايا ومنها الزاوية الحراقية بتطوان  وغيرها ، ليأخذ من فحولها في الإنشاد ، وفي  إحدى الليالي  المباركة  أنشد  سيدي  عبد  الرحيم  عبد  المؤمن في حضرة الفنان المتميز عبد الصادق شقارة فأُعجب الفنان الكبير  عبد الصادق  شقارة  بصوته  فحثه  قائلاً : عليك  بالزاوية  ثم  الزاوية  ثم  الزاوية ))….  مشيراً  بذلك  أن  الزاوية  حينها   في حاجة  ماسة  إلى  أصوات  مبهرة  رنانة  مثل  صوت  سيدي  عبد  الرحيم وكذا  موسيقى  التراث  الأصيل  ،  انكب سيدي  عبد  الرحيم  إلى المعهد الموسيقي  بطنجة  مسقط  رأسه ليتلقى  العلوم  الموسيقية على  يد  الأستاذ قاسم والبروفيسور  المرحوم عبد الله  الشكيل  وآلة  العود  لدى  الأستاذ مصطفى التسولي  والشيخ  أحمد  الزيتوني ومادة  الطرب الأندلسي لدى الشيخ  نبيل العرفاوي وأول  مشاركة  رسمية للفنان عبد  الرحيم  عبد المؤمن  كانت بدار  الضمانة  مهد  الطرب  الأندلسي  بطنجة ،  فأُعجب  به  شيخ  هذه  الدار الشريفة الشريف  مولاي  ادريس  وزان  فقال  في  حقه : سيكون  لهذا  الفتى  (مشيراً إلى  سيدي  عبد  الرحيم  عبد  المؤمن) شأن عظيم )) .. وعلى  إثر  المشاركة  التي  شارك  فيها المنشد  سيدي  عبد  الرحيم  في إحدى السهرات  التي  تقيمها جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالدار البيضاء ..  بعدها  كان  الفنان  الكبير  محمد  العربي  التمسماني  طريح  فراش  المرض فزاره  من  طنجة  كل  من الفنان محمد  بن علال العوامي  والفنان لطفي  الخمال  وبمعيتهم  المنشد  الشاب سيدي  عبد  الرحيم  فأقر الفنان الكبير  محمد العربي التمسماني  أنه استمع  إلى  شريط  سهرة  الدار البيضاء  وأبدى  إعجابه بصوت  المنشد  الشاب  عبد  الرحيم  عبد  المؤمن …  لم  تمضي  أيام  قليلة فقدت  الساحة الفنية  أحد  أهرام  الموسيقى الأندلسية  الشيخ  محمد  العربي  التمسماني ،  ويمتاز  المنشد  المبدع في  حنابل  صوته  الشجي سيدي  عبد  الرحيم  عبد  المؤمن  بباحة  صوتية تطرب  أحاسيس أصحاب  الذوق الفني  الرفيع وعليه  اختير  في  إحدى  المناسبات  الدينية للإنشاد  الفردي  في  حضرة  جلالة المغفور  له  الحسن  الثاني  قدس الله  روحه  وكذا  لاحقاً  في  إحدى  أعياد  المولد  النبوي  الشريف حظي بإنشاد في  حضرة  جلالة  الملك  محمد  السادس  أدام الله  ملكه وذلك  تحت  إشراف  كبير  المنشدين  المغاربة المرحوم سيدي  عبد اللطيف  خالص ،  وقد  تأثر  سيدي  عبد  الرحيم  بالمدرسة  الأندلسية  التطوانية مدرسة الفقيدان محمد العربي  التمسماني  وعبد الصادق شقارة …  وعمل  المنشد المبدع سيدي  عبد  الرحيم  على  نشر  هذا  الفن داخل  وخارج  الوطن  في  أوروبا  وأمريكا  وهو  حاصل  على الإجازة  في  الحقوق  ورفيق  دربه  وأنيسه هو  الكتاب  الديني ..يقيم  حالياً  بفرنسا  قلب  أوروبا  النابض ،  ويجتمع  هناك  كل  أسبوع  مع  فنانين  مغاربيين  كبار في  الغرناطي  والأندلسي  يقيمون  هناك ، ويجتمع  بهم  في  لقاء  فني  ثقافي  صوفي  لربط  أواصر  المحبة  …. مرة إذ  أنشد  سيدي  عبد  الرحيم  في  حضرة  كبار  الفنانين  المغاربة وغيرهم المقيمين  بفرنسا  بيتاً  هز  وجدانهم  هذا  مطلعهوالله  لو  خيروني في  محبتكم ما اخترت غيركم والله واللهفوقف  الجميع  في  تصفيق  منقطع  النذير ، إذ  كان  المنشد الفنان  عبد  الرحيم  خير  سفير  فني  لنا  في فرنسا ،  نعم  هكذا  عرفت  وعن  كثب  المنشد  المبدع  سيدي  عبد الرحيم  عبد المؤمن ، الفنان  القدير  والمتصوف  الزاهد





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى