الفاكهة الحمراء تنسف آمال المغاربة في الخروج من الحجر الاقتصادي نحو تنمية مستدامة (ذ.عبدالسلام الصروخ)

الفاكهة الحمراء تنسف آمال المغاربة في الخروج من الحجر الاقتصادي نحو تنمية مستدامة
غير بعيد وبأيام وفي انتظار الإعلان الرسمي عن قطعنا لوادي الوباء منتصرين عليه بإلتزامنا الطويل وحرص السلطات العمومية على ذلك وربما لأول مرة في تاريخ البلاد..
تنفجر هذا اليوم أرقام مهولة تعيد عداد الحالات المؤكدة الى الصفر ، وتشعرنا بالإحباط والانتكاسة الجماعية ..
إن ما وقع يجب أن يقودنا إلى وضعية العاملات بهذه الضيعات وتلك المعامل من حيث ظروف العمل والأجر والتغطية الاجتماعية والصحية وظروف تنقلهن ؟؟؟؟؟؟
كما يجب أن يقودنا إلى سؤال جوهري حول انعكاسات هذه المزارع والضيعات الكبرى على تنمية المنطقة إقليمي القنيطرة و العرائش ؟؟؟؟؟؟
بمعنى آخر ما مقدار مساهمة هذا الاستثمار في تنمية المنطقة المذكورة والتي من المفروض أن تكون من أغنى المناطق على الصعيد الوطني نظرا لحجم هذه الثروة….
فأين الثروة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لم تجني هذه المناطق ومنها مدينة العرائش سوى تدميرا في مكوناتها البيئية كالثروة المائية والغابوية ، وتدفق قوي للهجرة الداخلية (العمال الزراعيين الموسميين) وتضاعف أحياء الصفيح( 8000 عائلة ) وما يستتبع ذلك من مخاطر أمنية وانحرافات اجتماعية وهدر مدرسي ؟؟؟؟؟؟
إن سكان هذه المناطق وأمام حجم هذا (الاستثمار) يعيشون نفس ظروف أي منطقة قروية فقيرة في باقي بلدان العالم
كما أن غالبيتهم هاجرت الى اسبانيا أو إلى هوامش المدن الكبرى فيما الباقيين يشتغلون في ظروف لاانسانية….
الرأسمال المحلي وشريكه الأجنبي مسنودا بتواطؤ السلطات رأسمال متخلف وأناني وجشع ، وهو المسؤول عن حياة هؤلاء العاملات وعن تفقير المنطقة مجاليا واجتماعيا.
لذلك فلولا هذه القوة القاهرة لما انفضح أمره بهذا الشكل العاهر ….
لذلك فالمعالجة الموضوعية لهذا الوضع لا يوجد في الكلوروكين والتحاليل المخبرية ، وإنما في سياسة اقتصادية اجتماعية عادلة يكون جوهرها هو الإنسان ومجاله البيئي أي نحو تنمية مستدامة..
- ذ.عبدالسلام الصروخ شاعر وباحث مهتم بالتراث