الفنان ياسين امتداد للراحل شفيق السايررحمه الله

شفيق الساير فنان عرفته عازفاً على آلة طرونبون ذي المكابيس ( بيسطون ) بعدها أضحى عازفا على آلة الطرومبيط .. من مدرسة الكشاف الملكي بطنجة إلى حفلات الأعراس مع الفرقة النحاسية للكشاف الملكي بطنجة تحت إشراف المعلم الكبير المرحوم محمد بن قاسم والساهر على حفلات الأعراس بها حينها المرحوم محمد الوسيني تغمدهما الله بواسع رحمته ..إلى أوركسترا الأخوين حاييم ومرسيل بيطبول .. بعدها العودة للعمل في فرق الموسيقى النحاسية بطنجة …في هذه الحقبة كانت العدايا أو النكافة الشريفة للاقاسمية ..من أشهر عدايات في زمنها من الزمن الجميل بطنجة إلى جانب مبروكة والفحصية وغيرهن ..المرحومة الشريفة للا القاسمية .. كانت إمرأة رائعة . في ميدان الأعراس تعمل بكد وإخلاص دون شروط هكذا كانت العدايا والنكافة المرحومة للا قاسمية رحمها الله ..وكانت إمرأة مباركة طاهرة عفيفة هكذا عرفناها ..لم تكن تخلق المشاكل مع الفرق النحاسية او الأجواق كما يحدث اليوم ..كانت لاتبالي إلا بمهمتها ولاتتطفل على الغناء بل تحترم كل المجالات الفنية ، كانت تعد الحنة وتترك الغناء للجوق النسوي أو للموسيقى النحاسية .. وكانت تحضر للعرس قبل بدايته بأسبوع إبتداءً من حفل عجين الفقاقس كما كانوا يسمونه طنجاوة القدماء وتتكلف بالعراضة كذلك وتمكث في منزل الذي يقام فيه العرس مدة أكثر من أسبوع بثمن بخس ..وكانت تقنع ولاتشترط …خلافا لما هو اليوم .. كانت إمرأة مباركة ..عاشت من عرق جبينها بالحلال الطيب وماتت وتركت بصمة طيبة ومحبة الناس وراءها .. تزوج الفنان شفيق الساير من إبنتها فأنجبت له بنتاً وطفلين واحد منهما حمل إسم ياسين ..وسينضج ويسير على خطى والده سنعود إليه ..والآن ترجع بي الذاكرة إلى أكثر من ثلاثين سنة .. مرة قال لي المرحوم شفيق الساير : سي المرابط انا عندي مجموعة تخدم معي الأعراس ولكن الفرقة عندي ليس رسمية فقط نخرج للعمل من مراكز يشرف عليها الغير مثل مركز الكشاف المحمدي وغيره ..دابا انا باغي نأسس فرقة خاصة ديالي ديال الموسيقى النحاسية رسميا … )) فقلت له : عليك أولا أن تناقش الأمر مع ( با مزواد ) وهذا الرجل رحمه الله كان من أطيب خلق الله وهو من أقرب الأقرباء للمرحوم شفيق الساير في العائلة ..وعندما عاد لمنزله تحدث مع المرحوم ( با مزواد ) فمنحه مقرا بالمدينة القديمة حسبما حكى لي المرحوم شفيق ساير حينها ..بعدها قال لي المرحوم شفيق وكان معنا حينها المرحوم محمد المجذوبي الذي كان عازفاً على آلة ( بونباردينو ) كما يسميها الإسبان قال لي في حضرته المرحوم شفيق : أنت يا المرابط لي غادي تسمي الفرقة … فأطلقت عليها إسم ( لمحات الفرح ) وكان من أبرز عناصرها حينها السيد عبد الواحد المعروف بعبد الواحد عزي والسيد عبد الخالق العاقل هو اليوم له فرقته وله إسم في الميدان والسيد حفيظ العسري من العازفين على آلة الطرومبيط وعدة أسماء فنية اخرى كانت في الموسيقى النحاسية بطنجة إنضمت إلى فرقة شفيق الساير .. كنا حينها مع المرحوم شفيق الساير أول فرقة نحاسية تعزف الخليجي وبعض من أغاني كاظم الساهر عند ولوجها للمغرب .. إكتسب المرحوم شفيق الساير شهرة واسعة وكان عاشقا ميالا للنمط الشكوري .. وهو فن غنائي شعبي مغربي يهتم به كثيراً اليهود المغاربة ، توفي المرحوم شفيق الساير … وها هو اليوم نجله ياسين يمشي على خطى والده إكتسب المهارة في العزف على آلة الطرومبيط ويقود إحدى الفرق النحاسية بطنجة أحسن قيادة … يذكرني الفنان ياسين بوالده المرحوم شفيق الساير …وياسين حافظ للأغاني المعاصرة وفنان موهوب ..متمنياتنا له بالتوفيق والنجاح
