تتزعمها سنغالية وعملية نصب فضحت المستور وشخصيات نافذة وبنكيون متورطون
قاد التحقيق الذي أشرفت عليه الشرطة القضائية للجديدة، في شكاية تعرض مغربي للنصب من قبل إفريقي على موقع متخصص لبيع السيارات إلى تفكيك شبكة تتزعمها سنغالية هربت الملايين من العملة الصعبة من المغرب إلى دول إفريقية، قد تورط شخصيات نافذة وبنكيين ينشطون في تحويل الأموال بطرق غير مشروعة.
وأفادت مصادر “الصباح” أن السنغالية، التي تملك محلات تجارية البيضاء، بعد أن استفادت من بطاقة الإقامة بالمغرب، تعمل على تهريب أموال أفارقة حصلوا عليها بالنصب على ضحايا مغاربة إلى عائلاتهم في عدة دول إفريقية مقابل عمولة عن كل مهمة، وأنها قامت بأزيد من 34 رحلة جوية من المغرب عبر مطار محمد الخامس.
وكانت المتهمة على وشك مغادرة المغرب عبر مطار محمد الخامس الدولي بعد افتضاح أمرها، قبل أن يصدر قرار إغلاق الحدود في وجهها. وأثناء البحث معها تبين للمحققين خلال الاطلاع على كشوفات مجموعة من وكالات تحويل أموال بالمغرب، أنها توصلت بـ5299 حوالة مالية بلغت قيمتها مليارا و280 مليون سنتيم، كما أرسلت ما مجموعه 179 حوالة مالية بلغت قيمتها 210 ملايين سنتيم، وخلص التحقيق إلى أن أفراد الشبكة نجحوا في تهريب الملايير خارج المغرب.
واعترفت زعيمة الشبكة السنغالية خلال التحقيق، أنها تتوفر بمسكنها على مذكرة تتضمن أرقام الحوالات المالية المتوصل بها من قبل أشخاص يرغبون في تحويلها بطرق غير شرعية إلى دول افريقية جنوب الصحراء، كما أدلت للمحققين بأسماء مغاربة بالسنغال وآخرين بالمغرب، بالإضافة إلى شخصيات لم تستحضر أسمائها، مضيفة أنها بعد خصم عمولتها تسلمهم نصيبهم من الأرباح. وبعد إجراء تفتيش داخل مسكنها تم حجز مبالغ مالية مهمة بالدرهم والدولار والأورو وعملات خليجية.
وجاء تفكيك هذه الشبكة بناء على تحريات فرقة محاربة الجريمة المعلوماتية بالشرطة القضائية للجديدة، بعد توصلها بشكاية مغربي أفاد فيها أنه تعرض للنصب من قبل مجهول، اتفق معه على اقتناء سيارة كان يعرضها للبيع على موقع إلكتروني متخصص.
وأفاد الضحية أن مالك السيارة، أوهمه أنه مغربي مقيم بفرنسا، وبعد الاتفاق على ثمن البيع، أكد له أن السيارة سيتسلمها من شركة متخصصة، ستعمل على نقلها من فرنسا إلى المغرب.
وأرسل الضحية 20 ألف درهم إلى البائع عبر وكالة لتحويل الأموال ضمانة، من أجل الشروع في عملية نقل السيارة من فرنسا، قبل أن يرسل مبلغا ثانيا بقيمة 25 ألف درهم. ولما تماطل البائع المفترض في تسليم السيارة انتابت المشتكي الشكوك، وعندما عاد للموقع فوجئ أنه حجب، ليكتشف أنه كان ضحية نصب.
وتمكنت الشرطة من تحديد هوية غيني سحب 48 حوالة مالية من الرباط بلغت قيمتها 105 ملايين سنتيم، كما قام بإرسال حوالة مالية للسنغالية بالبيضاء، التي تم اعتقالها.
وخلال تعميق البحث مع الموقوفة أكدت أنها تجهل الهوية الحقيقية للشخص الذي نصب على الضحية ورجحت أنه كاميروني سبق له أن طلب منها تحويل مبلغ مالي لأحد أفراد عائلته بالكاميرون، وهو ما استجابت له مقابل عمولة مالية، قبل أن تعترف بتورطها في تهريب الملايين من العملة الصعبة. وبعد إتمام البحث أحيلت على وكيل الملك، الذي قرر إحالتها على قاضي التحقيق، الذي أمر بإيداعها السجن المحلي.