رياضة

دور الصحافة الرياضية في الحد من شغب الملاعب

احتضنت قاعة تكنو بارك بمدينة طنجة، مساء يوم الجمعة، على الساعة الخامسة مساءً ندوةً وطنيَّةً لموضوع بالغ الأهمَّية له علاقة بالصحافة الرياضيَّة التي خصَّص لها المركز الإعلاميّ المُتوسّطي أيامًا للاحتفاء بها، انطلقت فعاليتها مساء الخميس، وتم فيها معرض للصور التي تُوثّق الحماس والفُرجة في الملاعب الرياضيَّة، فيما تمحور برنامج اليوم على ندوةٍ وطنيَّةٍ حول دور الصحافة الرياضيَّة في الحدّ من شغب الملاعب تطرق فيه مُختصّون وباحثون وخبراء من مُختلف التخصَّصات القانونيَّة والرياضيَّة والاجتماعيَّة والأمنيَّة لمناقشة الموضوع من زواياه المُتعدّدة كلّ حسب مجاله. ابتدأت الندوة بكلمةٍ ترحيبيَّةٍ لمدير المركز الإعلاميّ المُتوسّطي أظهر فيها ما للموضوع من أهميةٍ بالغةٍ وجبت دراسته دراسة شاملة للتعرّف على طرق مُعالجته التي تتطلّب تداخل الجهود من أجل التقليل من مظاهر الشغب داخل مُدرّجات الملاعب، فاتحًا المجال بعد ذلك للضيوف الحاضرين الذين فصلوا في الموضوع تعريفًا وتأصيلًا من جميع نواحيه، مُؤكّدين أنّ ظاهرة شغب الملاعب، أو كما أطلق عليه الدكتور فؤاد بلمير وهو أستاذ باحث في علم الاجتماع « ظاهرة العنف في الملاعب » بأنَّها « ليست وليدة السنوات الأخيرة، وأنّ لهذه الظاهرة أسبابَها المُتعدّدة التي تتنافى مع القيم الأخلاقيَّة التي عُرف بها المغاربة في نبذ كلّ أشكالِ العُنفِ، مُضيفًا أنَّه في السنوات الأخيرة أصبح سؤال العنف في الملاعب يطرح بشدّة على جميع المُتدخّلين، وعلى رأسهم رجال الأمن، « الذين يبذلون مجهودات جبارة قبل وأثناء وبعد المباريات قد لا تبدو واضحة للمُشاهد العادي ». نفس الشيء أكَّده السيد يونس الولهاني، مُمثّل الإدارة العامة للأمن الوطني، في أنَّ المديرية العامّة للأمن فتحت مجموعةً من أوراش التكوين لتأهيل أُطرها وموظفيها في المجال القانوني، « خصوصًا التطبيق السليم للقانون 09-09، إضافة إلى دورات تكوينيَّة في المجال النفسي، للفهم الدقيق لسلوك المُتفرّج عندما ينصهر في جماعة، وبالتالي إيجاد طُرقٍ مرنةٍ للتعامل مع الحالات الجامحة ». وهو ما يظهرُ انخراط الأمن في الحدّ والتقليص من ظاهرة العنف في ملاعبنا الوطنيَّة مُضيفًا أنَّ « المديرية انفتحت أيضًا على وسائل الإعلام، باعتبارها لبنةً أساسيَّةً في بنية الممارسة الرياضيَّة، من خلال تنظيم مُناظرات، والمشاركة في برامج ومقابلات للتعريف بإستراتيجيتها ». ليظهر بعد ذلك السيد بدر الدين الإدريسيّ، رئيس تحرير جريدة المنتخب، أنَّ الإعلام هو الجناح الحقيقيّ الذي تحلق به الرياضة »، وأن « الألتراس حقّقت نقلة نوعيَّةً على مُستوى الفرجة والمُدرّجات، وكان من الممكن أن نسبق ونُمغربها ونخلّقها ونبتعد بها عن التطرَّف »، لافتًا الانتباه أيضًا إلى أنّ « العنف له أيضًا علاقة بالحلّة التي يصل بها المُتفرّج إلى الملعب بعد مُعاناة طويلة، إذ يكون قد تشرب كلّ عناصر الاحتقان ». الباحث المُتخصّص في السياسة الرياضيَّة منصف اليازغي، أدلى بدلوه هو أيضًا في موضوع ظاهرة العنف والشغب في الملاعب مُبرزًا الدور الكبير للإعلام الذي يتمثّل في التربية (أو التنشئة الاجتماعيَّة)، التثقيف والترفيه، مضيفًا أنَّ الرياضة، حسب اليونسكو، « حقّ من حقوق الإنسان، وتُساهم في خلق الروابط المجتمعيَّة، بل هناك دول اتّخذت الرياضة والإعلام وسيلة للبروز دوليًا »تحرير / محسن النعيمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى