فن وثقافة

رفيق الماعي صوت مغربي يمثل الوطن فنا وثقافة في قلب اوروبا

رفيق الماعي.. صوت مغربي يُمثّل الوطن فنًّا وثقافةً في قلب أوروبا.

️ من طنجة إلى بروكسيل.. حين يصبح الإنشاد المغربي جسراً للحوار بين الحضارات

من هو رفيق الماعي؟

رفيق الماعي، فنان مغربي من مواليد سنة 1977 بمدينة القصر الكبير، نشأ بمدينة طنجة، حيث تلقى تعليمه الديني والفني، وبدأ رحلته في حفظ القرآن الكريم والإنشاد داخل الزاوية الكتانية.

واصل مسيرته الموسيقية في معهد الكونسيرڤاتوار بطنجة، حيث تتلمذ على يد موسيقيين بارزين، واندمج في فرق موسيقية متخصصة في الموشحات والطرب الأندلسي.

الهجرة نحو بلجيكا وتحول المسار

في مطلع الألفية، هاجر الماعي إلى بلجيكا لاستكمال دراسته العليا في مجال المحاسبة، لكنه سرعان ما أعاد ترتيب أوراقه المهنية، ليصبح من أبرز الوجوه الفنية التي تُعنى بنقل الثقافة المغربية إلى المهجر.

عمل في بلدية سان جوس ببروكسل، حيث أشرف على برامج ثقافية للشباب، وأسس جوقات موسيقية متعددة الأعراق والثقافات، دمج فيها بين الإيقاعات المغربية والأوروبية، مقدماً نموذجًا للتنوع والتسامح.

فن من أجل التعايش

واحدة من أبرز محطات رفيق الماعي الفنية كانت مشاركته في مشاريع موسيقية عالمية تُعزز الحوار بين الأديان. ففي عام 2016، نظّم عرضًا فنّيًا في الرباط ضم منشدين من الديانات الثلاث (الإسلام، المسيحية، اليهودية)، في رسالة فنية راقية تعكس قيم التسامح والعيش المشترك.

وفي زمن الجائحة، نسّق عملاً عن بعد جمع فيه 16 فنانًا من المغرب، بلجيكا، تركيا، والسنغال، في مبادرة رمزية لربط الثقافات رغم الحدود والحجر الصحي.

تمثيل المغرب في أوروبا

يُعتبر رفيق الماعي أحد الوجوه البارزة التي تمثّل المغرب في أوروبا فنيًا وثقافيًا. من خلال مشاركاته في المهرجانات، تأطير ورش العمل، والحضور الإعلامي، أسهم في تعزيز صورة المغرب كبلد غني ثقافيًا، ومنفتح حضاريًا.

أعماله ساعدت على:

• تعريف الجمهور الأوروبي بالموسيقى الأندلسية والصوفية.

• خلق منصات فنية للشباب من أصول مغربية وأجنبية.

• توطيد العلاقات بين الجالية المغربية والمؤسسات الأوروبية الثقافية.

الفن كرسالة وهوية

لا يرى رفيق الماعي الفن كترف، بل كأداة لبناء الجسور بين الناس. في أحد تصريحاته يقول:

“الفن لا يقتصر على الأداء، بل يحمل رسالة: أن نُحب، أن نتقبل، أن نتفاعل دون خوف من الاختلاف.”

من خلال فنه، يُقدّم الماعي نموذجًا للفنان الملتزم، الذي يعيش بين عالمين، دون أن يذوب في أحدهما أو يتنكر للآخر. فهويته الفنية هي مزيج بين الأندلس والمهجر، بين الروح والواقع.

رفيق الماعي ليس فقط فنانًا؛ بل جسر حيّ بين المغرب وأوروبا، بين الموروث و الانفتاح، نموذج للمثقف الذي يمارس الفن بوعي ، يخدم بلده من خارج حدوده عبر قوة الموسيقى و الصوت و المبدأ.

كتبه / هشام بو غابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى