غوتيريس/ عرضت الامم المتحدة وقف اطلاق النار في غزة وطالبت بانهاء حالة موت ودمار في غزة
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس الاثنين (9 شتنبر)، إن الأمم المتحدة عرضت مراقبة أي وقف لإطلاق النار في غزة، وطالبت بإنهاء أسوأ حالة موت ودمار شهدها خلال فترة ولايته التي تزيد على سبع سنوات.
وأضاف غوتيريس، في مقابلة مع “أسوشيتد برس”، أنه “من غير الواقعي” الاعتقاد بأن الأمم المتحدة يمكن أن تلعب دوراً في مستقبل غزة، إما عن طريق إدارة الأراضي أو توفير قوة لحفظ السلام، لأنه من غير المرجح أن تقبل إسرائيل أي دور للأمم المتحدة.
إلّا أنه استطرد قائلاً إن “الأمم المتحدة ستكون متاحة لدعم أي وقف لإطلاق النار”. ولدى الأمم المتحدة مهمة مراقبة عسكرية في الشرق الأوسط منذ عام 1948.
وقال غوتيريس: “من جانبنا، كانت هذه إحدى الفرضيات التي طرحناها على الطاولة”.
وتابع: “بالطبع، سنكون مستعدين للقيام بكل ما يطلبه منا المجتمع الدولي… السؤال هو ما إذا كان الطرفان سيقبلانه، وخاصة ما إذا كانت إسرائيل ستقبله”.
وشدّد غوتيريس على الضرورة الملحة لوقف إطلاق النار الآن، قائلاً “مستوى المعاناة الذي نشهده في غزة غير مسبوق خلال ولايتي كأمين عام للأمم المتحدة. لم أر قط مثل هذا المستوى من الموت والدمار الذي نشهده في غزة في الأشهر القليلة الماضية”.
وبشأن ما هو أبعد من وقف إطلاق النار، أكد غوتيريس أن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود ليس فقط قابلاً للتطبيق، بل إنه “الحل الوحيد”.
وتساءل عمّ إذا كان هناك بديل قابل للتطبيق، قائلاً “هذا يعني أن لديك خمسة ملايين فلسطيني يعيشون هناك دون أي حقوق في دولة. هل هذا ممكن؟ هل يمكننا أن نقبل فكرة مشابهة لما كان لدينا في جنوب أفريقيا في الماضي؟”، في إشارة إلى نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا منذ عام 1948 حتى أوائل التسعينيات، عندما كانت الأقلية البيضاء تقوم بتهميش وفصل الأشخاص المواطنين السود.
وقال غوتيريس: “لا أعتقد أن شعبين يمكن أن يعيشا معاً إن لم يكن ذلك على أساس المساواة، وعلى أساس الاحترام – الاحترام المتبادل للحقوق”.
وأضاف: “لذلك، فإن حل الدولتين، في رأيي، لا بد منه إذا أردنا تحقيق السلام في الشرق الأوسط”.
وفي المقابلة رسم الأمين العام للأمم المتحدة صورة قاتمة للعالم، قائلاً: “عالمنا في حالة عدم تنظيم تامة – أود أن أقول في فوضى كاملة”.
وأوضح أن الصراعات تنتشر، ولا يبدو لصراعات مثل أوكرانيا وغزة نهاية في الأفق. كما أن تغير المناخ له آثار مدمرة، والذكاء الاصطناعي يتطور دون وضع حدود جدية.
وتابع: “نرى تفاوتات كبيرة”، والدول النامية تكافح، والعديد منها غارق في الديون وبدون موارد لتعليم أطفالها أو توفير البنية التحتية الأساسية.
كما دعا الأمين العام زعماء العالم إلى قمة في الأيام السابقة على اجتماعهم السنوي رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من الشهر، لتأكيد الالتزام بالعمل معاً لمواجهة تلك التحديات، وإصلاح المؤسسات متعددة الأطراف التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية، بما فيها الأمم المتحدة.
وقال غوتيريس إن التوغل الأوكراني الأخير في مقاطعة كورسك الروسية يظهر أن الحرب، التي دخلت الآن عامها الثالث، لن تنتهي بسرعة أو بسهولة، “ولا أرى وقفاً لإطلاق النار في المستقبل القريب”.
وأشار إلى أن العمليات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تشهد أزمة لأن الاحتياجات زادت بشكل كبير “مع انتشار الصراعات والكوارث الطبيعية، ومع تغير المناخ بسرعة”، إلا أن تعهدات التمويل لا يتم الالتزام بها.
وأضاف أنه من المؤسف أن أولويات زعماء العالم “لا تتوافق مع الاحتياجات الحقيقية للبشر في الوقت الحالي”.