الرأي

نحن في عطلة سنوية / وانتظرونا …..

كتب / عبد الحميد الاخضرمن طنجة

اي زمن هذا ، وهل الانسان يحتاج الى عطلة؟ والى راحة الابدان والعقول ؟، الكل يختلف في الزمن والمكان … ، في الزمن القديم ، كان الناس لايحتاجون الى عطلة ، وهو ييشتغل الى ما شاء الله ، كانت عطلة عشوائية ، عادة عطلة الاعياد وعطلة الزواج ، وعطلة العقيقة وهو يشتغل على الدوام وكان في صحة بدنية قويمة ، وهكذا وفي زمننا هذا اصبحت العطلة مقننة ومحددة ومعقدة ولها طقوس في الزمن والمكان ، انا الان اذا خذت العطلة مثلا، ربما امرض ،وامل واصبح عالة على نفسي ، ، الان اصبحت العطلة معقمة ولها تكاليف مادية ومعنوية وفي نفس الوقت العطلة الحالية اصبحت معقدة بكثير ، وانا من اولئك البشر افضل ان ابقى في البيت وافكر في عضلاتي وعقلي ، وخلوتي المفضلة ، الان اصبحت العطلة مبرمجة بالساعة والدقيقة …..وهكذا دواليك …

اسرتي الصغيرة فرضت على فرضا ان نقوم بسفر قصير الى منطقة بحرية نائية بعيدة عن المدن المكتظة ، لنرتاح قليلا وقاومت في البداية ولكن الاغلبية في الاسرة قرروا السفر والذهاب لايام معدودة الى شاطئ بعيد من اجل اخذ قسط من الراحة ولنرتاح جميعا ومن هموم ومشاكل الدنيوية ن ولو حين …..وقلت لهم امين ….

مقاومتى للعطلة ذهبت سدى ولم تنفع مع هؤلاء القوم الصغار ، فاجابوني انت عمود الاسرة فلابد من السفر …..ومقاومتى المنيعة لم تنفع ، اقنعوني ان في السفر والعطلة حكمة وراحة البدن والعقل واخيرا استسلمت للواقع واندفعت اندفاعا وقررت الذهاب مع الاسرة الصغيرة الى شاطئ صغير بعيد من مدينتي الكبيرة التي تعج بالفوضى والهجيج والرداءة والبيئة الملوثة وقلت في نفسي فلا باس استجيب لطلب هؤلاء القوم لانسى هموم الدنيا واترك المشاغل الدنيوية من ورائي وقررنا وقرروا ظلما وعدوانا ان نسافر ونبتعد من هذا التلوث والضجيج … حرارة الطقس الذي بلغ ذورة قصوى في هذه الايام ، ولن ارتاح الا في الجو الرطب والهدوء والسكينة رعم متاعبنا وامراضنا ومشاكلنا الدنيوية وقررنا العطلة ولو باسبوع وجيز ……واخيرا قرروا العطلة يامهزلة …..الان عطلة ولو رمزية ….

وانا الان في نشوة وراحة البال ، والاسرة الصغيرة قررت العطلة ولو طارت معزة، لابد الذهاب الى منطقة نائية في البحر من اجل الاستمتاع بطقوس البحر ونوادره والى الملتقى بعد ايام قليلة من اكمال مشواري الذي تعودت عليه ، مقهى وكوب من القهوة السوداء وجريدة …..ثم البحث عن مشاغلي اليومية وهكذا الحياة التي تبدو في اول وهلة معقدة ولكن بعد ذلك تبقى ذكريات عالقة لاتنساها ابدا مع هذه الاجيال الصاعدة …

.انا الان هرمت وانظر الى الحياة الدنيوية بمنظار اخر ، اعشق الحياة بشكل اخر ، اعشق الهدوء والسكينة والبحث عن الحقيقة واين هي ؟ خاصة المشاكل الدنيوية كترث واصبحت من المعضلات الي تقتل الانسان وهو حي …والانسان يختلف باختلاف الزمن والمكان …لابد الاستماع الى الاخرين والاستفادة من النظريات والمعادلات التي تحدث في كل وقت وحين …..نحن الان ننتظر الحياة بمنظر اخر احببنا ام كرهنا …لابد التمتع بقسط من الراحة في الابدان والعقول والى اللقاء في دورة اخرى ان شاء الله ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى