إقتصاد

ازمة حقيقية في توفر الغازات الخاصة بالمكيفات الهوائية في الاسواق المحلية

مع دخول موجات الحر الشديدة التي تضرب عدداً من المدن المغربية، تشهد الأسواق المحلية أزمة حقيقية في توفر الغازات الخاصة بالمكيفات الهوائية، خاصة غاز R410A وR32 و كذا القديم R22 الذي انتهت مهمته باتفاقيات دولية ومازال يستخدم في الاجهزة القديمة، مما أثار استياء عدد من الحرفيين والمقاولين في قطاع التبريد والتكييف، إضافة إلى المستهلكين الذين وجدوا أنفسهم أمام خيارين: إما الانتظار أو الأداء بأسعار خيالية.

يؤكد مهنيون في قطاع التدفئة والتكييف أن سعر قنينة غاز R410A مثلاً تضاعف خلال الأسابيع الأخيرة، منتقلاً من حوالي 800 درهم إلى أكثر من 1500 درهم في بعض المدن، إن وُجد. أما غاز R32 الذي يُعد بديلاً بيئياً حديثاً، فلا يتوفر سوى عند عدد محدود من الموردين وبكميات ضئيلة.

و تعود أسباب هذه الأزمة إلى عوامل متداخلة، أبرزها:

• الاعتماد الكلي على الاستيراد: المغرب لا ينتج هذه الغازات محلياً، ما يجعله رهيناً لتقلبات السوق الدولية.

• القيود البيئية الدولية: التزامات المغرب ضمن بروتوكول مونتريال وتعديل كيغالي دفعت إلى تقليص تدريجي لاستيراد بعض الغازات الضارة بالأوزون، دون توفير بدائل كافية في السوق.

• الطلب الموسمي المفاجئ: ارتفاع درجات الحرارة دفع عدداً كبيراً من المواطنين لتركيب مكيفات جديدة أو صيانة القديمة، مما تسبب في ضغط غير مسبوق على سلسلة التوريد.

• احتكار بعض الفاعلين للسوق: غياب مراقبة صارمة على تخزين وتوزيع هذه المواد شجع على المضاربة والاحتكار، خاصة في المدن الكبرى.

عدد من المقاولات التي تشتغل في تجهيزات التبريد الصناعي والمنزلي عبرت عن قلقها من توقف مشاريعها بسبب غياب الغاز في السوق، مما قد يؤثر سلباً على الالتزامات التجارية وجودة الخدمات .

 “الندرة الحالية ليست فقط تقنية بل هي نتيجة غياب استراتيجية وطنية لتدبير المواد الحساسة في فترات الذروة”، مضيفاً أن “الانتقال إلى الغازات البيئية الجديدة يستوجب مواكبة من الدولة ودعماً للمهنيين، وإلا فإن السوق ستبقى رهينة للمضاربة والاضطراب”

مراسلة / هشام بو غابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى