البروفيسورادريس الشرادي اول من اعد المقرر باللغة العربية لتعليم الموسيقى بالمغرب

على بعد 119كلم من مدينة طنجة .. توجد مدينة إستعمرها الرومان بالمغرب تسمى ( أبيدوم نوفوم ) على أنقاضها بنيت مدينة القصر الكبير … في 22 من شتنبر 1928م ..خرج من أحشائها البروفيسور إدريس الشرادي ..الذي سيدرس الموسيقى بمعهدها الموسيقي في أوجه مع مطلع أربعينيات القرن الماضي… وسيلتحق بالجيش الإسباني في إحدى ثكناته بشمال المغرب عازفاًبارعاً داخل صفوف فرقته للموسيقى النحاسية على آلة ساكسفون ،بعد الاستقلال يتم اختياره ضمن السنفونية التابعة للسطان محمد الخامس ويحصل ادريس الشرادي على ديبلوم الأستاذية في التعليم الموسيقي تحت إشراف الخبير الموسيقي والبيداغوجي المرموق البروفيسور موريس مارتون ..وسيتفوق ادريس الشرادي في العلوم الموسيقية والتحصيل في نهاية الخمسينات ليتمكن من الشهادة العليا في الموسيقى والتعليم البيداغوجي .. وينهي مهمته في موسيقى البلاط الملكي سنة 1960م ليربي الأجيال في هذا المضمار بتعيينه أستاذاً للموسيقى بالمعهد الوطني للموسيقى بالرباط ،… سنة 1962م سيحظى ادريس الشرادي بشرف كبير حين يتم توظيفه أول مدير مغربي على رأس المعهد الموسيقي بطنجة بعد الإستقلال خلفا للفرنسي ( مسيو بيرو) وأول جريدة ستكتب عن هذا الحدث هي جريدة طنجة في عددها الصادر يومه السبت فاتح ديسمبر 1962م وذلك باللغة الفرنسية وسيرقى سنة 1966م حين يعين عضو لجنة البرامج الموسيقية بالإدارة المركزية بالرباط وسيتم توظيفه كذلك رئيساً لمصلحة التعليم الموسيقي رئيس مكتب الدراسات والأبحاث والتفتيش والإمتحانات وذلك سنة 1968م ، .. ادريس الشرادي سيُحملونه صولجان قيادة ورئاسة السينفونية التابعة لوزارة الشؤون الثقافية ، أعد ادريس الشرادي ألحاناً رائعة لفنانين كبار وكذا أعد العديد من الأعمال الأوبيريتية ، وشارك في ندوات وسهرات ومهرجانات فنية ثقافية وموسيقية داخل وخارج الوطن ، مع مطلع السبعينيات القرن الماضي سيعين ادريس الشرادي مديراً للمعهد الموسيقي بمدينة ذات مناخ معتدل عشقها السمك وأضحى من ثرواتها .. وشهدت حركات السياسية من أجل استعادتها من الاسبان وهم حركة الخضر الغيلان وحركة ابن أبي محلي والحركة العياشية وذلك إبان عهد السعديين إنها مدينة العرائش الزاخرة كذلك بالتاريخ المغربي الجميل ،هذه المدينة التي إحتضنت ادريس الشرادي في معهدها الموسيقي مديراً حتى بعد تقاعده سنة 1989م لم تطلق ذراعيها منه وبقي مديرا للمعهد من سنة 1972م الى 1999م منحته عشر سنوات إضافية بعد تقاعده إذ أن أمثاله قلة ليس هناك بديل مثل الشخصية الفنية والادارية للبروفيسور ادريس الشرادي، الذي ألف كتباً عدة أبرزها عن الغرناطي مشروع كتاب مع وزراة الشؤون الثقافية بوحدة تدوين النوتة الموسيقية من اليمين الى اليسار كي تسهل قراءة الشعر أثناء الغناء والموسيقى وهذا سبق في عالم الموسيقى .. كما أنه أعد عرضاً في إشبيلية بإسبانيا زعزع به أركان كبار المسؤولين الإسبان حين جاء بحجة النشيد الوطني الإسباني مقتبس من لحن ( تواشية) الإستهلال الرابعة من الموسيقى الأندلسية المغربية ، وأبرز ما قدمه ادريس الشرادي لوطنه انه أعد مقرراً دراسياً باللغة العربية في المعاهد الموسيقية تحت عنوان (اللحن والايقاع في قواعد الموسيقى والتطبيق) البروفيسور إدريس الشرادي ..فقد سبق أن وشحه جلالة المغفور له الحسن الثاني بوسام الرضى من الدرجة الأولى .. لكنه ظل مهمشاً إلى ان لقى ربه راضياً مرضياً عليه .. أما بنوا جلدته فلم يولوا له أدنى الإهتمام .. هذه الشخصية الكبيرة التي قدمت أعمالاً لامثيل لها للوطن .. لم تترك الوزارة المعنية لزوجته بعد وفاته سوى أجر لايسمن ولايغني من جوع .. أخجل أن أذكره هنا لو لم أكن مضطراً تركوا له 1100 درهم ..الله ينعل لي ما يحشم … لكن البروفيسور ادريس الشرادي بفضل أعماله الفنية البناءة ظل وسيظل بين ظهرانينا خالداً ..رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
