فن وثقافة

البروفيسورالعازف على الكمان الفنان محمد البشير بن يحيي

سيدي محمد البشير  نجل  عبد الرحمان بن يحيي وللارحيمو طويهار في طفولته كان يلعب ويمرح بشارع الحسن الثاني الجهة المتقاربة من ضاحية مرشان بطنجة مسقط رأسه ..  من هناك إنتقل مع أسرته  للسكن في منزل الفقيه العارف بالله سيدي  الصديق الفتوح الذي كان يمتهن مهنة العدول  وخليفة  للقاضي ويعد من كبار شيوخ المديح  والسماع في زمانه،  وتتلمذ على يديه رجال أفذاذ في المديح والسماع  هكذا  ترعرع الطفل محمد البشير بن يحي بين والديه  من المولعين بالفن الكلاسيكي  العربي  الأصيل  وبين ما  تجود  به  قريحة العارف  بالله  سيدي الصديق الفتوح وعُمار  داره  من إنشاد ومديح  وتراث ،  شقيقة  هذا الأخير للاالسعدية الفتوح  والتي  كان  يناديها الطفل  محمد البشير {ماما عيني} إقتنت  له لعبة عبارة عن آلة الكمان ..  فأعجب  بها وتعلق  بها من هناك  ومنذ نعومة  اظافره  أضحى  ولهاناً  في  هذه  الآلة ..  وفي  نضجه  وعده  والده إن نجح في الأولى إعدادي سيمكنه من ولوج للمعهد الموسيقي ..  وفعلاً  تم ذلك وتلقى تعليمه في  مادة الطرب الأندلسي لدى الأستاذ الطيب العربي  في حقبة كان الأستاذ عزيمان مديراً  للمعهد الموسيقي  وعندما تولى المرحوم الرايسي  إدارة المعهد الموسيقي  بطنجة وعلى  يد  الأساتذة  عبد العزيز بوعزايز  والحميدي تلقى محمد البشير  دروساً  في العلوم الموسيقية كما  تلقى  قواعد وأصول  العزف  على آلة  الكمان لدى  الأستاذ المرحوم محمد البوعناني ..  كان  والده  سيدي  عبد  الرحمان بن يحي  يحثه  على  القراءة والفن  ليشغله  عن  رفاق  السوء وكان  يقتني  أشرطة  غنائية  ويمنحها  له  ويطلبه  أن  يحفظ  الأغنية وذلك  في  وقت  الفراغ  من الامتحانات المدرسية ، وكان  الشاب  محمد البشير  مثالاً للشاب المتخلق المجتهد في دروسه المثقف ..  تعلق بآلة الكمان  ، ويقول  الفنان  البشير  بن يحي  عن  آلة الكمان أن العزف  عليها  فن  ورياضة  وعلاج  ..  بعض  الأطباء  في الغرب  ينصحون  من  له  عاهة  كالإنعواج في  الظهر  ينصحوه  بالعزف  على  الكمان  ورياضياً  عندما تُحرك  أناملك  في  الكفة اليسرى  على  الأوتار  بدقة وتحاول  ضبط  القوس  باليد  اليمنى فهذا رياضة  بدليل  أن  المبتدئ يحس  بالتعب رغم  خفة  وزن آلة الكمان  ،  وبتلك  العملية  فهي  فن  ماهر  وتفرغ  فيها  كل  همومك  إن كنت  تجيد  العزف  عليها ….

تأثر  الفنان  محمد البشير  بعازف  الكمان  العربي  اللبناني عبود  عبد  العلي  وبالبروفيسور  العربي  في  آلة الكمان أحمد الحفناوي  الذي كان  من أمهر  عازفي  الكمان  مع  كوكب  الشرق  في  الغناء  العربي  الراحلة أم كلثوم ..  في  أواخر  الثمانينات أسس  الفنان  محمد البشير  فرقة المشاعل الموسيقية  وشارك  بها  في المهرجان الدولي  لفنون الشباب بتونس ،  وسبق  له أن  عزف  في  حضرة  جلالة  الملك  محمد  السادس  حين  كان  ولياً  للعهد ،  وعزف  محمد  البشير  آلة  الكمان  مع  الفنان العربي  الكبير  جورج  وسوف  وكذا  مع عبدو  الشريف  ومحمد الإدريسي   والغاوي  وعبد الهادي  بالخياط  وعبد  الوهاب  الدكالي  ومع  جوق  الربيع  الذي  يقوده  الموسيقار المغربي  أحمد العلوي  والائحة طويلة ..هناك من يقول كيف لفلان أن يصل للعزف مع فنانين كبار ؟؟  وسيبقى الجواب هل كانوا ملائكة في الأرض فوق  صفة إنسان ؟؟؟  الفن يجمعك بأهل الفن إن كنت متمكناً ، وكم من مبتدئ إلتقى بفنان كبير وعزف معه  …والفنان  البشير بن يحى فنان متمكن ليس بغريب أن يعزف مع كبار المطربين العالميين ..نرى في التلفاز  شباب  من هذا الجيل وقد يعزفون مع فنانين كبار في برامج فنية على القنوات المغربية ليس هناك غرابة ، الفنان المرموق    في  العزف  على  آلة  الكمان  محمد  البشير بن  يحي  ينتمي  لعائلة  عاشت  في  ورود  الفن  الجميل  شقيقه أحمد بن  يحي  يعد  من  أمهر  عازفي  الكمان  بالمغرب  وشقيقته  الفنانة إيمان  بن  يحي أستاذة  التربية الموسيقية   …  بروفيسور  آلة  الكمان  محمد  البشير  بن  يحي  حالياً  رئيس فرقة  مشاعل الموسيقية  وأستاذ  بالمعهد الموسيقي  بطنجة     ، وله تاريخ فني كبير 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى