التعليم السليم في الوطن السليم

في ظل ما يعرفه العالم العربي و الإسلامي من تراجع خطير في جميع المجالات و خصوصا التعليم الذي يعتبر من الركائز الحقيقية التي تبنى عليها الأوطان و التي تستثمر فيها الأمم المتقدمة من اجل انشاء مواطن حقيقي معطاء و منتج ، مواطن يحمل كل معاني القيم الانسانية، مواطن يقدم لبلده كل معاني الحب و التقدير من خلال سلوكيات و أخلاق سواء مع نفسه و بين زملائه المواطنين او بلده .
فبفضل التعليم الجيد و الهادف و المنطلق من بيداغوجية و نظم و أسس متطورة مسؤولة ذات أبعاد إنسانية تستند من مستجدات و تحديات العصر مع الحفاظ على الهوية كدعامة اساسية و التي لها عمق روحي محفز ، بفضله يدرك المواطن منذ صغره الى كبره و على طول مساره الحياتي واجباته تجاه من يحيط به ،فكل في مكانه سواء كان تلميذا، طالبا، استاذا،تاجرا، طبيبا،صانعا،وزيرا، مهندسا، مستخدما… يسعى لا من أجل قضاء حوائجه الشخصية من باب الأنانية ولكم من أجل أهداف أسمى من خلالها يسعد نفسه و غيره .
اطفال اليوم هم رجال الغد بفضل التعليم يمكننا ان نتتج مبدعين في جميع المجالات…فكر ، تكنولوجيا، ثقافة ، صناعة. تجارة…
نجد أنفسنا في مأزق خطير امام غياب منظومة تعليمية فعالة و حكماء و منظرين فضلاء و نزهاء لأن كما نقول من لا يتغير ينقرض فأصبحنا في مهب الريح، سننقرض لأننا لم نتمكن من مواكبة مستجدات عصرنا فساد الجهل و تفشت ظواهر مرضية تزيد بعدا عن تدارك الموقف كالفساد الأخلاقي و المادي و التطرف الديني .
ان عجلة الزمن تدور في مكانها في اوطاننا و لم نحاول أن نفهم علتنا بل لم نحاول أن نجتهد لفهم ذلك ،
مؤسف حقا أن يمر قطار الحياة بهذا الشكل و نحن نتحسر على اوطاننا التي هي جزء كبير من كياننا و التي حبها مقدس في عقيدتنا لان حب الأوطان من الايمان ،
مر قطار حياتنا و نحن فاقدين الوعي امام شاشات كرة القدم نتابع جميع دوريات العالم و خصوصيات اللاعبين ، مر قطار الحياة و نحن نستهلك التفاهة و نتداول الأخبار و نحتسي كأس النذالة و الأنانية و المحسوبية،
مر القطار و اعيننا ناظرة مابين حائرة لخيبتنا و مستبشرة لمستقبلنا.
لك الله وطني فكل يوم جديد نتطلع أملا في غد افضل ، و نطمح الى تدارك مافتنا علنا نركب القطار الاصح في أقرب محطة .
كتبه / هشام بوغابة