التعليم بين الريادة و التراجع .. أرقام تثير التساؤل

أثار تصريح مديرة أكاديمية طنجة تطوان الحسيمة الكثير من الجدل، بعدما أكدت أن “تلميذًا واحدًا من مؤسسات الريادة يعادل مستوى 80 تلميذًا من مدارس غير رائدة”.
هذا الكلام طرح عدة تساؤلات حول حقيقة الأرقام ومدى دقتها، خصوصًا في ظل السياق التعليمي الوطني.
ففي الوقت الذي يتراجع فيه المغرب إلى المرتبة 110 عالميًا في مجال التعليم من أصل 182 دولة، تبرز مفارقة صارخة:
هل نحن أمام نوعين من التلاميذ، واحد مؤهل وآخر غير مؤهل؟
أليس الأصل في التعليم العمومي أن يضمن تكافؤ الفرص وجودة التعلم للجميع، لا أن يخلق فوارق جديدة بين أبناء الوطن الواحد؟
تصريحات من هذا النوع تكشف جانبًا من الأزمة التي يعيشها التعليم في المغرب، حيث تظل النخب التربوية والتجارب النموذجية معزولة، في حين تعاني أغلبية المؤسسات من ضعف البنية التحتية، قلة الموارد، وغياب الجودة.
إن الرهان الحقيقي ليس في إبراز الفوارق بين مؤسسات “رائدة” وأخرى “متعثرة”، بل في تعميم الجودة حتى يصبح كل تلميذ في المغرب مؤهلًا وقادرًا على المنافسة، دون الحاجة إلى مقارنات رقمية مثيرة للجدل.
هشام بوغابة