التعليم بين المظاهر الفاخرة والواقع المرير…

يعاني المواطن المغربي اليوم من تناقض صارخ في اختياراته المتعلقة بتعليم أبنائه. فالقطاع التعليمي الرسمي هش، والخاص مكلف، لكن كلاهما لا يضمن الجودة التربوية التي يحتاجها الطفل و الدليل التراجع الدائم للتعليم في القوائم العالمية التي وصل ترتيبنا إلى 110 من أصل 180.
الأهالي يدفعون مبالغ خيالية لإدماج أبنائهم في مدارس راقية، ظانين أن هذا يعني التميّز والكفاءة. لكن الحقيقة غالبًا ما تكون عكس ذلك لان الفساد و التجارة بالتربية و التعليم و الربح السريع اصبح الهم الرئيسي للمستثمرين في هذا القطاع.
مدرسة الأخوين الخصوصية التي كل المغاربة يحلمون أن يدرسوا ابناءهم فيها طردت 16 طالبًا لإعتبارات معينة، رغم سمعتها المميزة فإنها تعكس هذا الانفصام الخطير فالشهرة والفخامة ليستا مرادفين للنجاح التعليمي.
المشكلة أكبر من مجرد اختيار مدرسة؛ إنها أزمة منظومة. التعليم في المغرب أصبح سلعة تُشترى، وليس حقًا متاحًا لكل طفل، بينما الأطفال أنفسهم يدفعون ثمن هذا التناقض بفقدان الفرص التعليمية، والضغط النفسي، وعدم المساواة.
لذلك، على المجتمع والمختصين إعادة التفكير في معايير التميّز التعليمي، بحيث تُقاس بالكفاءة الفعلية والقدرة على تنمية
هشام بوغابة
