فن وثقافة

الطنجاوي الريفي الكباشي كاتم اسرار الادباء بطنجة

في جنوب المغرب  ضاحية سوس وبالضبط دوار “أسكاور” إقليم تافراوت سينجب زوجان عائشة وعبد الله الكباشي  طفل أشقر اللون جميل البشرة  سيطلقان عليه إسم “أحمد”  وسيدرس  هذا  الطفل هناك القرآن الكريم  وعلوم الفقه وعندما  يبدأ  بالنضج  سيكون  كذلك مهتماً بالأدب ..ستحمله رياح الزمن  إلى أرض الولي الصالح سيدي بوعراقية حاضرة طنجة…وسيُعرف أحمد الكباشي عند أهل طنجة بلقب “الروبيو”.. واشتهر باحتسائه الشاي في مقهى “الروكسي” وكلبه غلومب” من فصيلة “دوبيرمان” الألمانية ..باسط  ذراعه تحت  كرسي  صديقه ومربيه “الروبيو”  ولا  يفارقه  هذا  الكلب إلا نادراً..تَعَرف أهل طنجة على “الروبيو”  وكلبه  في شوارعها… إلا أن أغلبهم لم تكن لهم دراية  أن “الروبيوكاتم أسرار المبدعين والأدباء  بطنجة ..إذ منحه الأديب الراحل محمد شكري ثقته وجعله من أقرب مقربيه ..ويوم كان يُترجم مؤلفه “الخبز الحافي ” إلى الفرنسية بمعية الأديب الطاهر بن جلون كان ثالثهم  هو “الروبيو “الذي كان له الإطلاع عن شكري حينما  مُنع كتابه “الخبز الحافي” وبعث به عبر بريد  مخفي إلى لبنان من أجل طبعه بإسم ” شوطار” وأصر لي مرةً  “الروبيو” :..سي المرابط..كان شكري  يعشق أغنية “أطلال” لأم كلثوم ويهتم بالموسيقى الجميلة..ويعشق اللون الموسيقي  لبلدته  الموسيقى الريفية..كنت  أعتز بالأديب محمد شكري لأنه كان  يفخر بعرقه وأصله الريفي لدرجة أركبني  معه مرة الطائرة من مطار طنجة إلى مطار  إقليم الحسيمة ومن ثم إمتطينا سيارة  وكان يستمتع طول الطريق بأنغام موسيقية وكأنها تحيي فيه روح الكتابة ..إلى  أن وصلنا إلى دوار بني شيكر بالناضور من أجل أن يشم فقط {ريحة البلاد والأصل} ثم عدنا أدراجنا..///..نعم هكذا  حكى لي  “الروبيو”عن الأديب محمد شكري ..وعن ذكر مؤلفه “الخبز الحافي” إن الذي نقله من العربية إلى الإنجليزية هو الأديب الأمريكي “فريدريك بول بولز”.هذا  الأخير اتخذ “الروبيو” كذلك أعز صديق له بطنجة.كان .”الروبيو” يلازمه ليل نهار..ويروي  لي  “الروبيو” عن “بولز” أنه كان عاشقاً لموسيقى “اكناوة”  وروحانياتها  كذلك  كان يهتم بالموسيقى “الهندية”  فقلت  للسيد أحمد الكباشي أو “الروبيو” :…ما  هو النوع الموسيقي الذي تعشقه أنت  بالخصوص ؟؟..فأجابني بلسان فصيح :  أعشق الموسيقى المغربية عامة وأعشق الموسيقى الأمازيغية  السوسية خاصة لأنها تذكرني  بمنطقتي  وأعتز بالفنان الأمازيغي  “عموري مبار” وهو من تارودانت ..إذ حمل  اللهجة السوسية  إلى العديد من البلدان الأجنبية  عبرالموسيقى  ومن خلال سهرات وحفلات هناك ،  وأترحم على روح الأديب الأمريكي “فريدريك بول بولز” إذ حينما وَثق الموسيقى الأندلسية المغربية بمكتبة “الكونغريس “الأمريكي ، وثق معها اللغة البربرية   القَبلية المغربية  التقليدية..وعليه سيبقى “فريدريك بول بولز”  بذلك خالداً بيننا وكذلك  بالدفاعه عن القضية المغربية وكتابته الأدبية وعشقه لمدينة طنجة المدينة الساحرة  رغم أن الموت  إختطفه من المستشفى الإيطالي بطنجة سنة 1999م……وهكذا  ودعت أحمد الكباشي أو ” روبيو” وكلبه “غلومب “..ونلتقي





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى