العلم و التكنلوجيا الرقمية…معركة البقاء في زمن السرعة

في زمن لا يرحم، حيث تتحكم المعرفة في مسار الدول، ويصنع الابتكار الفارق بين الشعوب، يصبح الجهل العلمي كارثة وطنية، والتخلف التكنولوجي وصمة عار. فالمجتمع الذي يكتفي بالاستهلاك ولا يساهم في الإنتاج، محكوم عليه بالهامشية والتبعية.
وتبرز هنا أهمية التكنولوجيا الرقمية التي غزت كل مناحي الحياة؛ من التعليم والاقتصاد إلى الصحة والإدارة. فقد أصبحت الرقمنة لغة العصر وأداة الحسم في التنافسية، فهي التي تتيح السرعة في اتخاذ القرار، والدقة في المعطيات، والانفتاح على أسواق أوسع. ومن دون امتلاك هذه الأدوات، سنبقى أسرى الورق والبيروقراطية، في عالم تحكمه البيانات والذكاء الاصطناعي.
إن الاستثمار في البحث العلمي والتعليم، وتشجيع الكفاءات والطاقات الشابة، ليس رفاهية ولا خيارًا ثانويًا، بل هو الطريق الوحيد نحو السيادة والتنمية. ومن دون ذلك، سيظل الوطن يراوح مكانه، فيما الآخرون يصنعون المستقبل.
العلم اليوم ليس ترفًا، والتكنولوجيا الرقمية ليست زينة، بل هي قضية حياة أو موت، ومن لا يمتلكهما، يعيش حاضرًا هشًّا ومستقبلاً مجهولًا.
هشام بوغابة




