فن وثقافة

الفروع المنسية/ عمر محفوظي يعيد تشكيل الذاكرة في طنجة

أنامل مغموسة في الحنين، وألوان تنبض بالحياة، افتتح الفنان التشكيلي الطنجاوي عُمر محفوظي معرضه الفردي الجديد بعنوان “Des Branches Oubliées – الفروع المنسية”، يوم 4 يوليوز الجاري، بغاليري دلاكْرُوا التابع للمعهد الفرنسي بطنجة، في تعاون فني راقٍ مع غاليري أفكارس بباريس.

المعرض، الذي يستمر إلى غاية 4 شتنبر 2025، يُقدّم عمر مجموعة من اللوحات التي تشكل رحلة بصرية عميقة في ثنايا الذاكرة والهوية، حيث تتداخل العناصر الطبيعية – كالأشجار والماء والألوان – في تكوينات شاعرية تنفتح على تأويلات متعددة.

الملصق الرسمي للمعرض يختزل هذه الروح: امرأة بشَعر نحاسي تتماهى مع أغصان تتدلى مثل خيوط من شلالات الذاكرة. مشهد يفيض بالرمز والدلالة، ويقترح على المتلقي قراءة الذات من خلال ما نُسي، أو ما أُقصي عن السرد.

في هذا المعرض، لا يكتفي محفوظي بعرض لوحات، بل يدعو الزائر إلى طقس تأملي، حيث الطبيعة تصبح مرآة للروح، والألوان تصير نوافذ تطل على أحاسيس دفينة. بأسلوب يمزج بين الانطباعية والرؤية السريالية، تُصبح اللوحة مساحة للتذكر والتأمل.

الأزرق المسيطر على عدد من الأعمال لا يبعث فقط على الهدوء، بل يشير إلى عمق، إلى مجرى خفي من الأسئلة، بينما تتسلل عناصر الأنوثة في توازن بديع، يذكّرنا بارتباط الذاكرة الأنثوية بالأرض والأصل.

انه ليس مجرد معرض، بل استدعاءٌ لجذور قد نكون تركناها خلفنا دون وعي… فهل نملك شجاعة العودة إليها؟

معرض دلاكروا – طنجة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى