الفنان سيدي عبد السلام العمراني بوخبزة الخياط شمس ساطعة في فلك الانشاد الديني والاندلسي


من مداشر قبيلة بني يدر في اجبالة المغرب، مداشر منها مدشر تزرورت ، .. في هذا المدشر عمت البهجت في بيت العمراني بوخبزة و المناسبة هي أن نجله سيدي عبد السلام العمراني بوخبزة في السن العاشرة أتم السُلكة أو حفظ القرآن الكريم بكامله ، في يفاعته سيدي عبد السلام سيستقطبه هدير الحمامة البيضاء تطوان ليدرس في معهدها الأصيل ويتخذ حصير زواياها مقاعداً لحفظ السماع والمديح من شيوخها … وستزغرد عروس الشمال طنجة حين ينزل بها سيدي عبد السلام العمراني بوخبزة ومن أجل لقمة عيش من عرق الجبين سيفتح بها حانوتاً للخياطة إذ يعتبر من أمهر الخياطين التقليديين في الجلابة الرجالية ،لذلك أضيف إلى إسمه لقب { الخياط} عبد السلام العمراني بوخبزة الخياط // واتخذ أقطاب الإنشاد في طنجة أقرباءه ،حينما كان سيدي عبد السلام يحوم حول الزوايا كالأقمار المضاءة التي تحوم حول كوكب زحل باستمرار وبسرعة كبيرة وتصنع حولها لوناً جميلاً يشبه قوس قزح كذلك كان سيدي عبد السلام يحوم حول زوايا طنجة بصفاء النية ومحبة الله لذلك كان مادحاً لرسوله وهذه هي التي تضفي لوناً جميلاً على الروح وتنعشها، بين مقاهي طنجة الشعبية في المدينة العتيقة كان سيدي عبد السلام من المترددين عليها ، إذ إستقطبه إليها شيوخاً في الطرب الأندلسي وكانت تلك المقاهي قبلة لهم ، وأضحى سيدي عبد السلام رمزاً من رموز الأندلسي بمدينة طنجة ، بمعية معلمين وشيوخ كان ضمنهم في تأسيس جوق المرحوم محمد العربي السيار بطنجة والذي كان يرأسه المرحوم محمد العربي المرابط ، بعدها سيتلقى سيدي عبد السلام دروساً في مادة الطرب الأندلسي والإيقاع بالمعهد الموسيقي بطنجة وبعد تخرجه ولحنكته وتجربته يصبح من أساتذة الأفذاذ في هاته المادة ، وتتلمذت على يديه أجيال تعانق الأجيال ، وشارك مع جوق الطرب الأندلسي التابع للمعهد الموسيقي بطنجة في مهرجانات فنية داخل الوطن وخارجه في العراق وأوربا وآسيا ، كما حظي بشرف تسجيل أنطولوجية إحدى النوبات الأندلسية بوزارة الثقافة ، مهما قلنا في حق شخصية سيدي عبد السلام العمراني بوخبزة الخياط فلن نكون قد وفيناها حقها ، تلك الشخصية المتعددة العطاءآت في الأندلسي والمديح والسماع ، أصيب سيدي عبد السلام العمراني بوخبزة الخياط بمرض عضال ، وفارق الحياة والتحق بالرفيق الأعلى في صمت