الرأي

الى اين نسير / ما الذي يحدث لنا /

ما الذي يحدث لنا؟
لماذا بتنا نستفيق كل يوم على فاجعة؟ موتى، جرحى، عاهات مستديمة… لا فرق بين فقير وغني، بين طفل وكهل، فالجميع تحت رحمة عبثٍ صار عادة يومية.
في الشوارع، الدروب، والطرقات، تلاحقنا حوادث دامية، بفعل دراجات نارية خارجة عن السيطرة، أو سيارات يقودها من لا يملكون أدنى حس بالمسؤولية، أو مراكب بحرية يقودها من لا يحترمون قوانين الحياة.
أصبحت الأرواح رخيصة، والموتاا خبزًا يوميًا في وطن يُفترض أن نحتمي فيه لا أن نحتمي منه.
السبب؟ 

خلل عميق في المنظومة التربوية والتكوينية.
جيلٌ كامل يُترك ليواجه الحياة دون توجيه، دون مبادئ، دون قيم.
جيلٌ يستهلك الشارع أكثر مما يستهلك المدرسة، ويعيش على منطق “البقاء للأقوى”، لا “العيش بكرامة”.
أين المدرسة؟ أين الأسرة؟ أين الإعلام؟ أين السياسات العمومية التي تتحدث عن الإنسان دون أن تصنعه؟
ما نعيشه اليوم ليس مجرد أزمة مرور، بل أزمة رؤية مجتمعية غائبة أو مغيّبة.
لقد تحوّل المواطن، وهو اللبنة الأساس لأي دولة، إلى ضحية سياسة لا تربي، ومجتمع لا يواكب، وسلطة لا تحاسب.
نحن في حاجة إلى ثورة قيم قبل أي شيء.
إلى إعادة بناء الإنسان قبل أن نبني الجسور والطرقات.
إلى تعليم يُخرّج مواطنين، لا أشباه بشر.
إنه ناقوس خطر…
فإما أن نستيقظ ونراجع أنفسنا، أو نواصل الانحدار إلى حيث لا رجعة.

كتبه / هشام بوغابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى