الرأي

اين تقضي عطلتك ؟ ولكن هذه المرة في قاع اسراس بجماعة تزكان اقليم شفشاون

كتبه / عبد الحميد الاخضر

فعلا ، كما اتفقت الاسرة الصغيرة ان تقضي عطلتها لبضعة ايام في قرية قاع اسراس الشاطئية التابعة لجماعة تزكان باقليم شفشاون ، منطقة الشمال المغربية ، عطلة من نوع اخر ، شاطئ هادئ منبسط يستقبل زواره بحبور ، واول ما قامت به الاسرة ، اكترت شقة من ثلاث غرف ومطبخ ومرحاضين بسعر يعادل 90

اورو يوميا اي 900 درهم ، قاع اسراس قرية صغيرة وشاطئ جميل ، تقضي الاسرة نهارها على الشاطئ في السباحة والجري والقفز، حينما يقوم احد افراد الذهاب الى احدى المقاهي والمطاعم تستقبلك رائحة الشواء لسمك السردين يقبلون عليها الزوار بكثرة ، والملاحظ ان سعر كوب من القهوة والشاي يختلف من قاعة الى اخرى حيث الملاحظ ان هنا وهناك غلاء ملفت النظر فكوب من القهوة وبيضة مقلية في الزيت وحبات من الزيتون ب 28 درهما ، اذن هناك مضاربات في الاسعار وهم معذورون ، لان السنة كلها تبقى هذه المحلات شبه مغلقة اذن فهذا تعويض متواضع لهؤلاء التجار الصغار، خاصة ان شريحة المجتمع شبه قروية ، وتعثر على اطفال صغار يبيعون التين في انية صغيرة من البلاستيك ب30 درهما وخبزة بلدية من حجم صغير ب2.50 د اما الخضر فهي قليلة وغالية بقياس بالحاضرة ، وكيف ما كان الامر ، تتغير الحياة من نمط الى اخر ، حياة الحاضرة وحياة البداوة ….والشيء الجميل انك تنسى روتين الحياة التي تعودت عليها في المدينة ، حقا هناك فراغ يمكن الصغار وحتى الكباران تقضي يومك على الشاطئ في السباحة والجري ولعب الكرة ، اما تناول وجبة الغذاء يكون في السادسة مساء وفي المساء تنحصر الوجبات في شرب اكواب من الشاي والقهوة والمعجنات والمكسرات وقهقهات وتذكر الذكريات الجميلة ، على اي انك تدخل في نمط اخر من الحياة تنسى الحياة الروتينية وتندمج في عالم البحر والامواج والقوارب وجاءتني الصدفة واديت صلاة الجمعة في مسجد صغير ، والخطيب لايفرق بين الخطبة الصغيرة والكبيرة وتكلم عن ذكرى عيد 20 غشت باقتضاب وفي سياق خطبته تطرق الى نزوق الشباب والكفر والالحاد والوعد والوعيد والحرام والحلال في خطبة طويلة مملة ، وهو يعرف مسبقا اننا في الصيف وفي قرية يفد عليها البشر من كل حذب وصوب من اجل السياحة ،وعادي ان يكون هناك اختلاط والعري والتبرج لان هناك شاطئ ولابد من النزهات والتبحر، ولايمكن لك ايها الخطيب ان تغير في لحظة وجيزة سلوك البشر الذي دخل في عالم اخرالقرن 21 في الاعلام الرقمي ، ولماذا تلتجئ الى الوعيد والجنة والنار،؟ وكان من الممكن ان تكون خطبتك قصيرة ومبسطة وتكتفي بشرح ايات قرانية او حديث شريف وينتهي الامر ، في الواقع يجب على وزارة الاوقاف ان تغيربرامج خطب الجمعة وتكون مركزة ومبسطة بدون التجاء الارهاب والكفر وتهديد الناس بالناروالعياذ بالله …..هذا ما عشته في خمسة ايام التي قضيتها في قرية قاع اسراس بطقوسها الجميلة تنسيك هموم المدينة ومشاكلها المتشابكة التي لم تنته بعد …..انها نزهة قصيرة ولكنها مفيدة بعض الاحيان للناس في حياتهم البسيطة التي لاتعرف الملل ولا التصتع انه عالم الطبيعة والتواضع الذين يعيشون طوال السنة في المدن في صداع الراس والاعصاب المتوترة في البادية شيء اخر ،انها حياة تعرف نوعا من الطراوة والتجديد لمستقبل اخر.وخلال عودتنا مررنا على عدة قرى شاطئية جميلة واد ولاو واسا كلها توحي بالجمال والروعة والجبال الشاهقة والشواطئ الخلابة انها مناظر بلادنا الجميلة التي لايعرفها البعض ويفضل البلدان الاوروبية بعيدا عن بلاد الام ، انها ماساة التفكير المخضرم الذين يهجرون بلادهم ولا يعرفون الا الاسم في الخرائط الجغرافية ، بلادنا جميلة ولكن لاينقصنا الا التعريف بها في المدارس بالتفصيل والتحبب اليها ، ليقبل عليها مستقبلا اجيالنا الحاضرة بشغف و معرفة البلد والتعلق بها على الدوام ، المغرب البلد الجميل المضياف ، بجباله وانهاره وبحاره ووديانه وخيراته الكثيرة التي لاتحصى ، بلد احبه الاجداد بحب واخلاص على طول السنين والاعوام والقرون الطويلة ومحبة الاوطان التي لاتعرف الملل والخذلان العطلة تزيل عنك المصاعب وتنسيك المتاعب والامراض المزمنة بسبب كثرة المشاكل التي لاتعد ولا تحصى انها العطلة ايها السادة مفيدة للجسم والروح وعلى الدوام .ومن اجل راحة البال والطمانينة ……….

رئيس التحرير / ع خ طنجة 19 / 08 / 2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى