
تعيش مدينة طنجة خلال الآونة الأخيرة وضعًا مقلقًا، يُثقل كاهل سكانها وزوارها على حد سواء، حيث باتت الحياة اليومية رهينة اختناقات مرورية خانقة، وأشغال متكررة، وانقطاعات مفاجئة،و فشل لوجيستيكي ذريع في وسائل النقل تجعل من التنقل داخل المدينة مغامرة حقيقية.
الطرقات التي يُفترض أن تكون شرايين حياة، أصبحت اليوم نقاط ضغط متصاعدة و بؤر لحوادث دامية مميتة، وسط انطباع عام بأن الأمور خرجت عن السيطرة. وعود وُثّقت على الأوراق، ومخططات تحدث عنها المسؤولون، لكنها لا تزال حبرًا على ورق في ظل غياب كفاءات ذات كفاءة وروح وطنية حقيقية، قادرة على تنزيل المشاريع وفق رؤية تنموية منسجمة مع تطلعات الساكنة.
هذا “البلوكاج” اليومي لا يحدث في مدينة عادية، بل في طنجة، المدينة التي استعادت وهجها العالمي خلال العقد الأخير، واستقبلت استثمارات ضخمة في مختلف المجالات، من السياحة والصناعة إلى البنية التحتية والتكنولوجيا.
في الأفق، تلوح تحديات عالمية جديدة، ستشكل منعطفًا هامًا في تاريخ المدينة. تحديات إما أن تُستثمر كقيمة مضافة لتسريع التنمية، أو تتحول إلى فرص ضائعة تُسجّل كسطر آخر في دفتر إخفاقات التسيير المحلي و الوطني ولنا في التاريخ أمثلة.
طنجة، التي ارتفعت إلى مصاف المدن العالمية، لا تستحق أن تُدار بعقلية ضيقة، ولا تحتمل مزيدًا من الارتجال.
المدينة في حاجة إلى إرادة سياسية حقيقية، ورجال ونساء يؤمنون بها، يملكون القدرة على تحويل الوعود إلى واقع… قبل أن يُسجّل التاريخ أنه كان بالإمكان أفضل مما كان.
هشام بوغابة