ترحيل اطفال مجاري مياه حي الموظفين بطنجة في مشهد مثير

في مشهد يثير الحزن والاستفهام، تم خلال الأيام القليلة الماضية ترحيل مجموعة من من يعتبرون مواطنون مغاربة من بينهم أطفال بلا مأوى، من المجاري المحاذية لحي الموظفين منطقة حديقة “الدار الخالية”، في خطوة اعتبرها العديد من الفاعلين المدنيين والحقوقيين غير إنسانية، وتفتقر إلى مقاربة اجتماعية عادلة وشاملة.
هؤلاء المواطنون الذين لا حول لهم ولا قوة، وجدوا في تلك الزوايا القاسية من المدينة، مأوى مؤقتًا يقيهم حر الشمس صيفًا وبرد الشتاء، ويمدهم بالأمان النسبي. كانوا معروفين في محيطهم، حيث دأب بعض المحسنين على مد يد العون لهم، كل على قدر استطاعته، في غياب تدخل فعلي من الجهات المسؤولة.
الترحيل تم دون توفير بدائل حقيقية، ودون عرض حلول اجتماعية تراعي هشاشتهم وحقهم في الكرامة، ما يطرح تساؤلات حول دور الجهات المعنية بملف الرعاية الاجتماعية، ومدى احترامها للمبادئ الدستورية التي تنص على المساواة والكرامة وحق كل مواطن في العيش الكريم.
ويقول أحد سكان الحي المجاور: “لم يكونوا يسببون الأذى لأحد. كانوا يعرفوننا ونعرفهم، وكنا نساعدهم بما نقدر عليه. على الأقل كانوا في مأمن هنا، أما الآن فلا نعلم أين ذهبوا أو كيف يعيشون.”
في المقابل، لم يصدر أي توضيح رسمي عن السلطة المحلية أو المصالح الاجتماعية بشأن مصير هؤلاء المرحّلين، وهل تم إدماجهم في مراكز إيواء أم تُركوا لمواجهة المجهول.
إن ما حدث يعيد إلى الواجهة سؤالًا محرجًا: هل أصبح التهميش يُعالج بالترحيل؟ وأين نحن من مفهوم “المدينة للجميع” حين يتم طرد الأضعف منها دون بديل؟
المطلوب اليوم ليس فقط البحث عن حلول ترقيعية، بل اعتماد رؤية إنسانية، مستدامة ومندمجة، تحترم كرامة كل مغربي ومغربية، بعيدًا عن منطق الإقصاء والتهميش.
كتبه / هشام بوغابة