جريمة بيئية على شاطئ طنجة / تسرب الواد الحار

كانت شواطئ طنجة، وحتى عهد قريب، تُعدّ من الأجمل في المملكة المغربية. زرقة تمتد بلا نهاية، ورمال تعكس دفء الشمس، وهواء نقي يجعل من الساحل الطنجي لوحةً مفتوحة على الأمل.
لطالما كانت المدينة ملاذًا لأهلها وزوارها، تتباهى بجمالها الطبيعي أمام العالم.
لكن اليوم، الواقع مختلف… بل مخيف.
الواجهة البحرية التي كانت حلمًا، أضحت شبحًا، والمصب الذي يحمل مياه المدينة إلى البحر عند “مارينا” تحول إلى نهاية مأساوية لذلك الحلم. الروائح الكريهة، تلوث بصري وبيئي، اختناق للماء والحياة، وسكوتٌ غريب من الجهات المسؤولة.
هل يُعقل أن يتحوّل ما كان متنفسًا للساكنة إلى خطرٍ بيئي يهدد الصحة العامة؟
أين برامج حماية البيئة؟ أين وعود المسؤولين؟ وأين مراقبة جودة المشاريع الساحلية التي كثر الحديث عنها؟
نحن لا نتحدث فقط عن مشكل محلي، بل عن اعتداءٍ صارخ على ذاكرة المدينة، على علاقتها بالبحر، على حق أطفالنا في شاطئ نظيف.
طنجة لا تختنق فقط بيئيًا، بل تختنق إداريًا، بقلة المراقبة، وبقرارات استثمارية تضع الربح فوق الحياة.
ننتظر من يسأل: من المسؤول؟ ومتى يتحرّك الضمير؟
المدينة تناديكم… فهل من مجيب؟
مراسلة /هشام بوغابة