فن وثقافة

حين يرسم المدمن وجعه… تتحول اللوحة إلى حياة”

الفن أصدق حين ينبع من المعاناة .

ماأعظم الفن حين يكون إحساسًا صادقًا، متحررًا من القيود الوضعية و الأكاديمية الجامدة، دون أن يُنتقص بذلك من دور الأكاديمية ورُقيّها.

 فهناك فئة من الفنانين، ممن لم يتلقوا تكوينًا كلاسيكيًا، يُبدعون بأحاسيسهم النابعة من أعماق تجاربهم ،من جراحهم أحيانًا، ومن معاناتهم التي حوّلوها إلى طاقة خَلاقة.

تجلّى هذا المعنى بوضوح في المعرض الفني الذي نُظّم بدار الشباب حسنونة يومه 26 يونيو 2025 تحت شعار “ندعم ولا نعاقب”، والذي جمع عددًا من المذمنين و المتعافين من إدمان المخدرات، الذين عبّروا بريشتهم عن تجاربهم الشخصية، في محاولة جريئة لتحويل الألم إلى أمل، والضعف إلى قوّة.

المعرض جاء بمبادرة من جمعية AHSUD لمساعدة مستعملي المخدرات حيث افتتحته السيدة فوزية بوالزيتون مديرة الجمعية بكلمة مؤثرة شكرت فيها الفنانين المشاركين الذين تحدّوا أنفسهم والمجتمع وقرّروا التعبير عن طريق الفن، كما نوهت بدور الجمعيات الداعمة والزوار الذين منحوا لهذا الحدث بُعدًا إنسانيًا ومعنويًا عميقًا.

وقد عرف الافتتاح حضور شخصيات من مختلف القطاعات محليًا ووطنيا، إضافة إلى فنانين قدموا دعمهم المعنوي، مؤمنين بأن الفن قد يكون جسرًا للشفاء والتصالح مع الذات.

ما ميز المعرض، هو تفاعل بعض الفنانين المشاركين مع الزوار، حيث بادروا إلى شرح معاني لوحاتهم، وتقاسم جزء من تجاربهم، مما أضفى على المعرض بعدًا إنسانيًا عميقًا، وفتح أعين الحاضرين على الكنوز الداخلية التي يمكن أن يخفيها من يُنظر إليهم عادةً كـ “ضحايا”.

هذا الحدث لم يكن مجرد معرض فني، بل كان لحظة للبوح، للتطهر، وللإعلان بأن الفن، حين يكون حقيقيًا، يصبح أداة للنجاة، بل وربما بداية جديدة نحو حياة بلا مخدرات.

هشام بوغابة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى