منوعات

خطوة راقية بقرار اتخاذ المغرب تدابير لحماية الحيوانات

ي زمن تتعالى فيه الأصوات المطالبة بالعدالة البيئية والاجتماعية، يخطو المغرب خطوة راقية بقراره اتخاذ تدابير لحماية الحيوانات، وعلى رأسها الكلاب الضالة التي تشهد تكاثرًا مقلقًا في عدد من المدن. خطوة تحمل بين طياتها أبعادًا إنسانية وصحية وبيئية، وتترجم وعيًا متزايدًا بضرورة التوازن بين حق الإنسان في الأمان، وحق الحيوان في الحياة والرعاية.
لقد أثارت قضية الكلاب الضالة جدلًا واسعًا في السنوات الأخيرة، حيث تراوحت ردود الأفعال بين المطالبة بالإبادة الكاملة لهذه الحيوانات، والدعوة إلى حلول تراعي قيم الرحمة والرفق بالحيوان. وها نحن أمام بوادر قانون جديد يروم تنظيم هذا الملف الشائك من خلال مقاربة حديثة تعتمد على: الإمساك، التعقيم، التلقيح، ثم الإطلاق (TNR)، بدل القتل العشوائي الذي لطالما كان محل انتقاد واسع من قبل جمعيات حقوق الحيوان والمهتمين.
القانون، بحسب ما تم تداوله، يهدف إلى:
*الحد من الأمراض المتنقلة من الحيوان إلى الإنسان.
• تقليص عدد الكلاب الضالة بطريقة إنسانية.
• حماية المواطنين من المضايقات اليومية أو الهجمات.
• دعم الجمعيات والفاعلين المحليين في عمليات التبني والرعاية.
لكن، وكما هو الحال في كثير من القوانين الاجتماعية بالمغرب، يبقى السؤال الجوهري: هل سيبقى هذا القانون حبرًا على على ورق؟
نجاح هذا المسار يتوقف على عوامل عدة، أبرزها:
• توفير ميزانيات حقيقية على مستوى الجماعات الترابية.
• إحداث مراكز إيواء ورعاية تتسم بالكفاءة والنزاهة.
• تكوين موارد بشرية مختصة، تجمع بين الحس الإنساني والمعرفة التقنية.
• إشراك فعاليات المجتمع المدني بوصفها شريكًا أساسيًا في هذا الورش.
• حملات توعية وتحسيس تُغير من النظرة المجتمعية للحيوانات الضالة، من كائنات مزعجة إلى كائنات لها حق العيش الكريم.

لا يمكن إغفال دور الإرادة السياسية في تفعيل هذه النصوص. فالقانون، مهما بلغ من جودة في صياغته، يبقى دون جدوى إن لم يُترجم على أرض الواقع. ولعل أول اختبار جدي لهذا المسار هو مدى التزام الجماعات المحلية بتطبيقه فعليًا، وتخصيص الموارد اللازمة لذلك، بدل التهرب من المسؤولية أو الاكتفاء بالبيانات الصحفية.

المغرب أمام فرصة تاريخية لإرساء تقاليد جديدة في التعامل مع الحيوان، تقاليد تنسجم مع تطلعات جيل جديد من المغاربة الواعين بأن التحضر لا يُقاس فقط بالبنيات التحتية، بل أيضًا بكيفية تعاملنا مع الأضعف فينا… حتى لو كان كلبًا في زق

الكاتب/ هشام بوغابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى