فن وثقافة

ذاكرة طنجة تحتفظ في رفوفها بأسماء وشخصيات متميزة، تركت بصمات خالدة يذكرها التاريخ والجغرافيا معًا.

من بين هذه القامات، يظل اسم الحاج مصطفى الماعي رحمه الله حاضرًا في وجدان أطفال وشباب وشيوخ المدينة. كان بيته العامر منارة للخير والعطاء، مفتوحًا لحفّاظ القرآن، ولأهل السماع والمديح، ولعشاق ورواد الطرب الأندلسي.

في هذا البيت، اجتمعت قامات وطنية وعالمية، واحتُضنت مواهب فنية من الطراز الرفيع. وقد واصل الأبناء، الفنان رفيق الماعي والفنان أحمد الماعي، حمل المشعل بكفاءة فنية عالمية يشهد لها الجميع.

إلى جانب عطائه و اشعاعه الثقافي والفني فقد شارك بلوحات غنائية بالتلفزة الوطنية المغربية سنة 1962 بادائه لبعض الاغاني المعروفة ،كما كان الحاج مصطفى دائما في استقبالات رسمية لنجوم عربية و عالمية كأم كلثوم و عبد الحليم حافظ و غيرهم.

 موازة مع هذا العطاء الفني و الدبلوماسي فقد كان الحاج مصطفى أحد الأطر البارزة في الملاحة التجارية و البحرية الملكية، حيث شغل رتبة ضابط سام، وترك سجلًا مشرفًا في خدمة الوطن لا سيما و انه شارك مع القوات المسلحة الملكية سنة 1973 في الجولان.

يوم 14 غشت، احتفلت أسرته الشريفة بميلاد الحفيدة الأخيرة ياسمين “آخر عنقود” هذه السلالة الكريمة من ابنه الاكبر هشام ، في منزل العائلة. كان اللقاء مناسبة لاسترجاع ذاكرة هذه الروح الطيبة، بحضور شخصيات وطنية ودولية ووجوه فنية وثقافية وصحفية.

وقد ترك الفنّانان الكبيرَان الشيخ محمد العروسي والأستاذ عبد السلام الخلوفي، وهما من أعمدة الطرب الأندلسي، بصمتهما الراقية في هذا الملتقى، ليظل الحاج الماعي حاضرًا بروحه بين محبيه وعارفي فضله.

كتبه /هشام بوغابة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى