فن وثقافة

سلكو،،،طوطو نجم المرحلة ام مؤشر انحدار

حينما يصبح التمرد بطولة ويصفق له المسؤولون”

في مشهد يثير الكثير من الأسئلة ويعكس تحولات عميقة في الذوق العام والمشهد الثقافي، تمكن مغني الراب المغربي “طوطو” من جمع على حسب بعض المنابر أكثر من 400 ألف متفرج في حفل ضخم، غالبيتهم من الشباب، في مشهدٍ اعتبره البعض دليلاً على نجاح فني، فيما يراه آخرون مؤشراً مقلقاً لمغرب جديد يتشكل على أنقاض منظومة قيمية كانت ذات يوم عماد المجتمع.

طوطو، المعروف بأسلوبه الجريء وكلماته المثيرة للجدل، صار رمزاً لما يمكن تسميته بثقافة “السلكو — ذلك الشعار غير الرسمي الذي يعكس قبولاً عاماً بالفوضى، وبأسلوب حياة لا يعترف بقيم الانضباط أو الأخلاق الجماعية. فحين يصبح “التمرد المجاني” عملاً فنياً، وتتحول الشتائم والتلميحات المخلة إلى “إبداع”، فإن ذلك يطرح تساؤلات حول التوجيه الثقافي والإعلامي الذي يقف متفرجاً، بل ومشجعاً في بعض الأحيان.

يصف بعض النقاد هذا الحدث بأنه “احتفال بانعدام الوعي”، حيث يبدو أن جزءاً كبيراً من الجمهور لا يطرح أي سؤال عن المضمون، بقدر ما يبحث عن الفرجة والتفريغ، في مشهد شبيه بـ”الهروب الجماعي من الوعي”، كما عبر أحد المثقفين.

وفي الوقت الذي يُنتظر فيه من مؤسسات الدولة أن تعيد الاعتبار للثقافة الحقيقية، نجد مسؤولين يصفقون لهذا النوع من “الفن”، معتبرينه تجسيداً للحريات الفردية أو تعبيراً عن “واقع الشباب”، متناسين أن الفن مسؤولية قبل أن يكون حرية، وأن التأثير على وعي الأجيال ليس أمراً عابراً.

يبقى السؤال الكبير: هل نحن أمام فنان يعكس واقعاً متغيراً، أم أننا نُساق طواعية إلى واقعٍ نُطبع معه تحت غطاء الفن وحرية التعبير؟

خاتمة: ما بين تصفيق الجمهور وصمت النخب، وما بين تمجيد التمرد وتجاهل الانهيار القيمي، يبدو أن طوطو ليس مجرد مغنٍ، بل أصبح مرآة لمجتمع يعيد تشكيل ذاته وسط صخبٍ لا يسمح بالتفكير.

هشام بوغابة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى