جهوي

سينما MAGALI بأصيلة… ذاكرة فنية تنهار في صمت

و بينما انا اتجول في قلب مدينة أصيلة، وعلى مقربة من الأزقة التي تعبق بتاريخ الفن والثقافة، وقفت عند بناية سينما MAGALI كشاهد صامت على زمن جميل مضى. واجهتها المتآكلة وأبوابها المعدنية الصدئة تروي قصة مكان كان ذات يوم فضاءً نابضاً بالحياة، يستقبل عشاق الفن السابع من أبناء المدينة وزوارها.
السينما التي أُغلقت منذ سنوات طويلة، تحولت اليوم إلى مبنى مهجور، يعلوه الغبار وتحيط به الحواجز الحديدية تحذيراً من خطر الانهيار. من خلال فتحات الجدران المتشققة يمكن رؤية بقايا غرفة العرض، حيث ما تزال بعض الأجهزة القديمة في مكانها، وكأنها ترفض مغادرة ذاكرتها السينمائية.
ورغم حالة التدهور التي وصلت إليها، فإن سكان أصيلة ما زالوا يتذكرون بحنين تلك الأيام التي كانت فيها “سينما MAGALI” جزءاً من حياتهم اليومية، حين كان العرض الأسبوعي يجمع العائلات، ويحوّل ليالي المدينة إلى احتفال بالفن والثقافة.
اليوم، وبين دعوات الترميم وأصوات النسيان، تبقى هذه الواجهة المنهارة رمزاً لصراع الذاكرة مع الزمن، ورسالة صامتة عن حاجة المدن المغربية إلى الحفاظ على تراثها الثقافي والمعماري، قبل أن تندثر معالمه نهائياً.

أصيلة – هشام بوغابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى