علاقة مدينة طنجة بمدينة جبل طارق تحت الراية البريطانية

مذكرات /على هامش العملة التي أصدرتها في هذه الأيام شركة جبل طارق المغرب للتبادل التجاري بتنسيق مع دار السكة لمدينةجبل الطارق ، وفي العملة المعدنية صورة للملكة البريطانية الراحلة إليزابيت الثانية وفي الوجه الثاني للعملة المعدنية صور لطارق بن زياد وباخرة كانت تقوم برحلات من طنجة إلى جبل طارق وطائرة …وعلى ذكر الطائرة أستحضر أن والدي رحمه الله المرحوم عبد السلام المرابط الذي كان رحمه الله مذيعاً للأخبار ومنتجاً للبرامج في إذاعة طنجة الجهوية في زمنها الجميل وفي سنوات تأسيسها أي من الستينات إلى السبعينات والثمانينات إلى التسعينات وصولاً إلى 2001م وفاه الأجل المحتوم وضمن السبعينات عمل كذلك مندوبا للإذاعة الوطنية في تطوان ، وعلاقة بالموضوع سبق لوالدي أن أعد شريطاً سينمائياً عن جبل طارق لأن في حقبة السبعينات والثمانينات إلى منتصف التسعينات كان عدد لايستهان به من سكان مدينة طنجة بالخصوص يعملون في جبل طارق ، وكان من إخراج المخرج الشفشاوني الأصل والذي أقام بمدينة طنجة طويلا المرحوم أحمدقاسم أكدي ومن إعداد والدي الإعلامي المرحوم عبد السلام المرابط وللمخرج أحمد قاسم أكدي أفلام عن جبل طارق ، كان والدي رحمه الله يأخذني عادة إلى عدة مؤسسات تعتني بالثقافة والعلوم لدرجة أنه كان في مهمة هامة وهي تغطية عن العلماء خريجي دار الحديث الحسنية في مؤتمر لهم عقدوه بتطوان رافقته هناك واستفدت منه وأنا طفل صغير ، لم أكن أحب اللعب مع الصبيان أقراني بل كان والدي في العطل المدرسية سواء الأسبوعية وغيرها يأخذني إلى هاته الأماكن الهامة لأستفيد ومنها كان يأخذني إلى مطار طنجة ويحدثني عن التكنولوجيا الطيران ونلتقي مع قادة الطائرات في بعض الأحيان ، وعلاقة بالموضوع كذلك ، هناك في المطار سأتعرف على طائرة كانت تقوم بعدة رحلات في اليوم من طنجة إلى جبل طارق ، وكانت ساكنت طنجة أطلقت عليها لقب ( زرياحة ) من باب الطرافة وزرياحة هي حافلة كانت تحمل الركاب إلى مناطق عدة منها مناطق قروية وتسمى زرياحة نسبة لصاحب الشركة السيد زرياح وعندما تسأل الطنجاوي عندما يذهب لوجهة قروية عادة يقول لك ( مشيت فْ طرامبيا دْزرياح )طرامبيا أي الحافلة …ونظراً أن هذه الطائرة كانت تقوم بعدة رحلات من طنجة إلى جبل طارق ولها أربع محركات مروحية يُسمع هديرها قويا وهي تحلق فوق المدينة في الذهاب وفي الإياب إلى جبل طارق وكانت قد بدأت تتهالك في أواخرها ، ومن هذا المنبر سأوافي القراء الكرام عن الإسم الحقيقي لهذه الطائرة ،إسمها الحقيقي هو ( فيكيرز فيسكونت ) من صنع بريطاني إسم الشركة التي صنعتها ( فيكيرز أرمسترونغز ) مقرها في لندن عاصمة بريطانيا ، ولهذه الطائرة أربعة محركات مروحية من طراز (رولز رويس )في كل محرك 1740 حصان ،إقتنتها من مصنعها شركة نقل الركاب الجوية إسمها ( بريتيش إير وايس ) ووضعت واحدة منها تقل الركاب بين طنجة وجبل طارق هي التي لقبها أهل طنجة حينها ب( زرياحة في السماء )
