في زمن اللامعنى… هل ما زال للفكر من جدوى؟

“التفكير في اللامعنى محاولة لفهم ما يجري” – عبارة قصيرة طرحها المفكر و عالم الاجتماع التونسي لبيب الطاهر خلال مداخلته ضمن فعاليات مهرجان تويزة ، لكنها تسطع كشرارة وعي وسط عتمة هذا العالم المتسارع، المتناقض، والمحموم نحو التفاهة واللاجدوى.
لقد أصبحت الفوضى هي القاعدة، واللامنطق هو المنطق الجديد الذي يحكم تفاصيل حياتنا اليومية، من نشرات الأخبار إلى تعليقات وسائل التواصل، من سياسات الدول إلى نزوات السوق.
و في سياق اللامعنى ظهرت عدة ظواهر غريبة في مجتمعاتنا اهمها “المؤثرون” للذين أصبحوا هم الرائدون فهم يقدمون منتوج اعلامي يفوق توقعات الخبراء و المنظرون ر غم أن سياقاتهم تصب في اللامعنى الا انها للاسف تلقى اقبالا واسعا بين الجماهير التي بدورها لا تفقه شيءا من المعنى سوى الانبهار و اللامعنى.
فالمؤثرون هم تجسيد واقعي مرير لمرض ثقافي تحت وطئة السلطة التي منحتم مساحة اكبر.
نحن نعيش اليوم في العالم العربي لحظة خذلان جماعي، انهيار التعليم، تراجع الثقافة، تصحّر في الحس النقدي، وتقديس سطحي للنجاح السريع بأي ثمن.
هذه الظواهر السلبية ستزيد من تفشي اللامعنى في أجيال قادمة مما ستفقد المجتمعات بوصلة البقاء.
كتبه /هشام بوغابة