رياضة

قافلة “النجم الذهبي” بطنجة: الرياضة تربية قبل أن تكون منافسة

لم يكن يوم 16 غشت في ملعب الهرارش بطنجة مجرد موعد رياضي عابر، بل تحوّل إلى عرس كروي جمع 327 مشاركًا من مختلف المدن المغربية، تتراوح أعمارهم بين 9 و19 سنة ضمن فعاليات “قافلة النجم الذهبي” التي نظمتها مدرسة إشبيلية بوطينة بشراكة مع أكادمية “ريال موروكو”، و يتصادف هذا اليوم مع ذكرى عيد الشباب المجيد فتتضاعف الفرحة و تغدو المناسبة مناسبتين.

الحدث الذي جرى تحت شعار “الرياضة أخلاق”، قدّم صورة حيّة عن كيف يمكن للرياضة أن تكون أكثر من مجرد منافسة، لتغدو أداة لبناء الشخصية وصقل المواهب وترسيخ قيم الاحترام وروح الفريق. فالشباب المشاركون لم يبحثوا عن أضواء النجومية بقدر ما انخرطوا في أجواء جماعية من اللعب، التدريب، والتجريب، وهي تجربة نادرة في زمن أصبحت فيه الشهرة أولوية على حساب التكوين.

اليوم الكروي كان بالنسبة للناشئة مساحة لتجسيد أحلامهم البسيطة: اللعب في أجواء احترافية، تحت أعين أطر كروية وطنية، وفي ظل تشجيع جماهيري يعترف بمجهوداتهم. وهو ما يعكس حاجة جيل اليوم إلى فضاءات رياضية وتربوية توفر المتعة والتكوين معًا، بعيدًا عن ضغوط المحترفين.

المبادرة، بما حملته من رسائل، تؤكد أن الاستثمار في الرياضة لا يقتصر على البنية التحتية أو الأندية الكبرى، بل يبدأ من مثل هذه اللقاءات التي تمنح الأطفال والشباب تجربة متكاملة: المنافسة النزيهة، احترام الخصم، تقبل الخسارة، والفرح باللعب الجماعي. قيم تجعل من الرياضة مدرسة للحياة قبل أن تكون طريقًا إلى الاحتراف.

إذا كان المغرب يسعى لبناء جيل رياضي قادر على المنافسة قارياً ودولياً، فإن مثل هذه المبادرات المحلية تمثل لبنة أساسية. فهي تنقل كرة القدم من كونها لعبة شعبية إلى وسيلة للتربية، التكوين، وبناء مواطن مسؤول، وهو ما يجعل “قافلة النجم الذهبي” تجربة تستحق التقدير والتكرار.

و في هذا السياق قال محمد شكري الذهبي رئيس الجمعية 

“نحن في مدرسة إشبيلية بوطينة حملنا على عاتقنا حمل هذا المشعل لتأطير شباب المدينة وتشجيعهم على ممارسة معشوقتهم الأولى كرة القدم في إطار تربوي و أخلاقي قبل أن يكون تنافسي”

مراسلة هشام بوغابة 

ملعب الهرارش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى