منوعات

قلب إنساني يحتضن أكثر من 650 روحًا منسية

في عالم يزداد فيه الجفاء بين الإنسان وأخيه الإنسان، تُطل علينا سليمة القضاوي كمثال حي على نقاء الفطرة، وسخاء العطاء، وسمو الأخلاق. امرأة كرّست حياتها لحماية أرواح ضعيفة لا تملك لسانًا تشكو به، ولا قانونًا يحميها… بل فقط رحمة القلوب.

في إحدى الضواحي المغربية بطنجة، تحوّل فضاء بسيط إلى ملاذ آمن لأكثر من 650 كلبا مشردًا أو معاقًا، و قططا، طيورا، حميرا، خرفانا، وقردة وحتى الخنازير… جميعها وجدت في حضن سليمة ملجأ من الشارع، ومن قسوة البشر.

ليست مجرد مأوى، بل مشروع إنساني متكامل. السيدة سليمة لا تكتفي بتوفير الغذاء والمأوى، بل تشرف بنفسها على تطبيب الحيوانات، ومراقبة أوضاعها الصحية، بل وتحاول دمج بعضها في الحياة الطبيعية مجددًا، إن أمكن ذلك.

وبالرغم من غياب الدعم المؤسساتي، وتكلفة المعيشة والرعاية الباهظة، إلا أن عزيمتها لا تفتر، وتؤكد في كل تصريح أن “من لا يرحم لا يُرحم”، وأن الحيوانات ليست كائنات ثانوية، بل شركاء في هذا الكوكب، تستحق الاحترام والرحمة.

ما تقوم به سليمة هو تعبير صادق عن البعد الحقيقي للإنسان في هذه الأرض: أن يكون سندًا للضعفاء، صوتًا لمن لا صوت له، وملاذًا للأرواح التي لفظها المجتمع.

في زمن يُنظر فيه للحيوانات كمجرد كائنات للتسلية أو العبء، تقدّم سليمة نموذجًا راقيًا لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الإنسان والطبيعة.

دعوة للمجتمع والمؤسسات

الواجب لا يقع على سليمة وحدها. هذا المشروع الإنساني يستحق الدعم من المجتمع المدني، والسلطات المحلية، والجمعيات البيئية والبيطرية. ليس فقط لإنقاذ الحيوانات، بل لتربية الأجيال على قيم الرحمة، والمسؤولية، والتعايش مع كل أشكال الحياة.


خاتمة: سليمة القضاوي لا تطلب الشكر ولا تسعى للشهرة، هي فقط تمارس إنسانيتها. من هنا، يجب أن تكون قصتها جرس إنذار وجرعة أمل في آنٍ واحد… بأن الخير ما زال ممكنًا، وأن في كل إنسان فرصة ليكون نورًا في ظلمة هذا العالم

المراسل / هشام بوغابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى