كأس إفريقيا …مساحة للتنافس و رسالة للتلاقي …

كأس إفريقيا للأمم ليس مجرد تظاهرة رياضية، بل حدث قاري شامل تتقاطع فيه الرياضة بالثقافة، والسياسة بالاقتصاد، والمجتمع بالهوية.
هو مرآة لقارة تزخر بثروات طبيعية هائلة، وطاقات بشرية، وعقول علمية وفكرية مبدعة، ظلت لزمن طويل خارج دائرة الضوء العالمي.
إن منح هذا الحدث حقه من الاهتمام والتقدير، يعني الاعتراف بإفريقيا كقوة حضارية صاعدة، لا ترغب فقط في المنافسة داخل المستطيل الأخضر، بل في فرض حضورها على المشهد الدولي، والدفاع عن حقها في التنمية، وفي سرد قصتها بأصوات أبنائها، بعيدًا عن الصور النمطية والتهميش.
ولذلك، وفي ظل غياب رؤية رسمية موحَّدة، يصبح لزامًا على المعنيين بالأمر، من مختلف المؤسسات المدنية والحكومية وغيرها، أن يبادروا إلى التحرك في شتى المجالات، كلٌّ من موقعه، من أجل تحويل هذا الحدث إلى رافعة حقيقية للتنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
كما تبقى كرة القدم، في جوهرها، رياضة تنافسية سامية، بعيدة عن المشاحنات بين الشعوب، غايتها الأسمى ترسيخ قيم التلاقي والتكتل والسلام، متى اختارت أن تسلك هذا الطريق، وأن تُستثمر كجسر للتقارب لا كأداة للفرقة.
هشام بوغابة



