فن وثقافة

كاتب صحفي محمد بوزيدان يرد على منتقدي المسلسل المغربي فتح الاندلس

من احمد المرابط

بلباقة وآداب الخطابة رد الأستاذ محمد بوزيدان مترجم وكاتب صحفي مغربي على منتقدي مسلسل ( فتح الأندلس ) وهو مسلسل مغربي تم عرضه على إحدى القنوات التلفزية المغربية وتعرض هذا المسلسل لنقد مبالغ فيه وهذا مقتطف من الرد على هاته الإنتقادات كما دونها المترجم والكاتب الصحفي المغربي الأستاذ محمد بوزيدان  في موقع ( الأواصر ..  للثقافة والفكر والحوار ) هذا مقتطف من رده على الإنتقادات : لكن شهر رمضان لهذه السنة حرّك المياه الراكدة، ووضع هذا الإنتاج المحلي موضع المقارنة مع إنتاج عربي مختلف عما يسود التلفزة المغربية. فقد تميز العرض الرمضاني بمسلسل “فتح الأندلس” الذي يعالج فترة هامة من تاريخ المغرب، تحكي قصة القائد طارق بن زياد وفتوحاته في مدن طنجة وسبتة وطليطلة وصولا إلى فتح الأندلس، أخرجه المخرج الكويتي محمد سامي العنزي ويتألف من ثلاثين حلقة، بمشاركة أكثر من مائتين وخمسين ممثلا وممثلة من الدول العربية، قام ببطولته الممثل السوري سهيل جباعي الذي يؤدي دور طارق بن زياد، كما يشارك فيه الممثل المغربي هشام بهلول في دور شداد. للتذكير، فهذا العمل الدرامي ليس الأول عربيا الذي يجسد هذه الفترة من التاريخ المغربي الأندلسي، بل سبقته أعمال أخرى، نذكر منها على سبيل المثال مسلسل “موسى بن نصير” الذي جسد دور البطولة فيه الممثل المصري الراحل عبد الله غيث وقد أنتج سنة 1983 ويحكي نفس القصة تقريبا.مسلسل “فتح الأندلس” قوبل بالانتقاد لوجود بعض الأخطاء التقنية البسيطة فيه من قبيل ظهور بعض الأدوات التي لا تتناسب مع العصر الذي يمثله، وهي أخطاء تكررت في أكثر من عمل سينمائي دولي كبير، كما وجهت له بعض الاتهامات بكونه حرَّف التاريخ ولم يحترم خصوصية الثقافة المغربية الغنية التي تتميز بالمعطى الأمازيغي، الذي ينحدر منه القائد طارق بن زياد حسب رواية بعض المؤرخين. فإن كان مخرج المسلسل لم يحالفه التوفيق في بعض التفاصيل الفنية أو التدقيقات التاريخية، فإن ذلك لا يبرر هذا الهجوم الكبير عليه، وفي هذا الصدد يقول الناقد السينمائي المغربي مصطفى الطالب:“الملفت للنظر أن مهاجمة مسلسل “فتح الأندلس” وبالشكل الذي تابعه البعض منا مبالغ فيه، علما أننا لم نرَ مثل هذا الهجوم والانتقادات اتجاه مسلسلات أجنبية قامت بتشويه المسلمين وتاريخهم وقدمت للمشاهد الأجنبي صورة عن المسلم، عربيا كان أو أمازيغيا، أقل ما يقال عنها سيئة، بل قوبلت بالصمت المطبق”.فمسلسل “فتح الأندلس” إذن يعتبر اجتهادا ومحاولة فنية للتعامل مع محطة من المحطات المشرقة للتاريخ الإسلامي: الأندلس، وهي محطة لا مثيل لها علميا وفكريا وأدبيا واجتماعيا ودينيا (تعايش المسلمين واليهود والنصاري)، بل إن إشعاعها الثقافي والحضاري طال العالم الغربي كله. ورغم الهفوات فقد حاول المخرج أن يبرز الدور الكبير الذي قام به القائد المسلم الأمازيغي الأصل في فتح الأندلس ويبرز تسامحه اتجاه الآخر، كما أن هذا العمل (الذي لا شك يحتاج إلى مزيد من العصارة الفكرية والفنية) لا يخلو من قيمة فنية لا تتجلى طبعا في كل الحلقات ولكن يَلمسها المشاهد بين الفينة والأخرى. (على الأقل استعمال اللغة العربية الفصحى التي لم نعد نراها ولا نسمعها على شاشاتنا الصغيرة وهو ما يرفع من فكر المشاهد ومستواه اللغوي)”. وعلى شاكلة مصطفى الطالب ذهب مجموعة من النقاد والمهتمين بالدراما، الذين أجمعوا على أن فراغ الساحة الفنية المغربية من مثل هذه الإنتاجات وغياب أي إرادة لدى الجهات المسؤولة عن القطاع الفني والثقافي، هو الذي يجب أن يُساءل عن تغييب المعطى التاريخي في الإنتاج الرمضاني، والذي تلقى أعماله إقبالا كبيرا ولنا في الأعمال التاريخية التركية أبرز مثال على ارتفاع عدد المتابعين. هذه الأعمال تُعَمق صلة المتلقي المغربي بذاكرته وتجعله يعتز بقيمه الفكرية والتاريخية والدينية والحضارية، لأن تاريخنا خصب بكل مكوناته وانتصاراته وهزائمه. إنه يوفر مادة فرجوية من الضروري الاقتراب منها وعدم ترك المجال بشكل مطلق لإخواننا المشارقة، الذين يستحوذون على هذا النوع من الإنتاج الدرامي منذ عقود فيقدمون لنا ما يختارونه وفق رؤيتهم، ونحن خائفون مترددون وكأن هناك رغبة خفية لعدم الاقتراب من الدراما التاريخية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى