الفن في طنجة….منفى في حضن الاسمنت”

إلغاء الدورة الثامنة للصالون الدولي للفن المعاصر بطنجة: صدمة في الوسط التشكيلي وإشارة مقلقة لمستقبل الثقافة بالمدينة
في بلاغ مفاجئ إلى الرأي العام الفني، أعلنت جمعية “ريشة إفريقيا” بتنسيق مع إدارة الصالون الدولي للفن المعاصر بطنجة (SIACT) عن تعليق تنظيم الدورة الثامنة من هذا الحدث الثقافي البارز، التي كانت مبرمجة خلال شهر غشت المقبل، بسبب غياب الدعم العمومي من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة.
القرار أثار موجة من الأسى والاستياء في أوساط الفنانين والنقاد والمهتمين، خاصة أن SIACT يعتبر من بين أبرز المنصات التي تتيح للفن التشكيلي المغربي والإفريقي فضاءً للتعبير والتفاعل والتلاقح الثقافي، في مدينة عرفت تاريخيًا بانفتاحها على الفنون والإبداع ، كما تشكل هذه النوع من الأنشطة دبلوماسية موازية تفتخر بها المملكة المغربية يستقبل من خلالها فنانين و شخصيات من شتى أنحاء العالم و هذا ليس بالأمر بالهين لان الفنان عبد الفتاح البلالي فنان عالمي مشهور و صوته مسموع بين المشاهير التي يتطلب استقبالها ميزانيات ضخمة ولكن حبهم له أصدق من تلك الميزانيات.
وجاء في البلاغ الصادر عن الجمعية:
“وإذ نعبر عن أسفنا العميق لهذا القرار الاضطراري، فإن رئيس الجمعية وكافة أعضاء المكتب التنفيذي واللجنة المنظمة يتقدمون بخالص الاعتذار إلى جميع الفنانين المشاركين، والنقاد، والإعلاميين، والشركاء، وأصدقاء الصالون، على هذا التعليق الخارج عن إرادتنا.”
ويُطرح هذا التعليق القسري كسؤال كبير حول موقع الثقافة والفن في السياسات العمومية والدعم المؤسساتي، خصوصًا في ظل تنامي الإكراهات المالية التي تواجه المبادرات المستقلة، في مقابل توالي الخطابات الرسمية حول دعم الإبداع وتعزيز الصناعة الثقافية.
من جهتها، عبّرت إدارة الصالون عن أملها في أن تتوفر مستقبلاً شروط أفضل لضمان استمرارية هذه التظاهرة التي راكمت إشعاعًا محترمًا منذ انطلاقتها، مؤكدة التزامها بمواصلة الرسالة الفنية والتشجيع على الإبداع المعاصر، بما يليق بمدينة طنجة وطاقاتها.
في انتظار ذلك، يبقى سؤال تمويل الثقافة مفتوحًا، وتظل ريشة الفنان معلقة بين الأمل وخذلان المؤسسات.
هشام بوغابة / م
