فن وثقافة

مدارس بلا تجهيز…كتب باهضة..مقررات بلا رؤية…واقع التعليم في المغرب

مع كل دخول مدرسي جديد، يجد المواطن المغربي نفسه أمام نفس المعاناة: أعباء مالية متزايدة، وواقع تربوي لم يتغير كثيرًا.
ففي المدارس الخاصة، ترتفع رسوم التسجيل والأداء الشهري بوتيرة لا تتماشى مع دخل أغلب الأسر، حتى بات التعليم الجيد امتيازًا طبقيًا. أما في المدارس العمومية، فتظل تكلفة الكتب واللوازم المدرسية مرتفعة، مع اكتظاظ الأقسام وغياب الظروف الملائمة للتعلم.
إلى جانب ذلك، يزداد المشهد قتامة في العالم القروي، حيث ضعف التجهيزات وغياب البنية التحتية الأساسية يجعل من العملية التعليمية معاناة مضاعفة، سواء بالنسبة للتلاميذ أو المدرسين، وهو ما يكرس الفوارق بين المدرسة الحضرية والريفية.
وبين هذا وذاك، يعيش المواطن إحباطًا متجددًا، إذ يرى أن وعود إصلاح التعليم لا تتجاوز الخطابات، بينما يظل دخوله المدرسي كل عام معركة لتدبير المصاريف أكثر منه بداية أمل لمستقبل أبنائه.
واليوم، ونحن نتابع ما يحصل في العالم من تحديات متسارعة، فإننا في أمس الحاجة إلى التفكير الجاد في إعادة النظر في التعليم، بعيدًا عن تحويله إلى موسم تجاري يحتكره بعض الانتهازيين لإفراغ جيوب المواطنين. كما أن مراجعة المقررات الدراسية أصبحت ضرورة ملحّة، إذ أنها في أغلبها فارغة من المعرفة وتفتقر إلى رؤى متطورة في زمن التكنولوجيا والرقمنة.

لكن، ورغم هذا الواقع، يظل الأمل قائمًا إذا ما توفرت إرادة سياسية حقيقية لإصلاح المدرسة المغربية: عبر دعم الأسر الهشة، ضبط رسوم التعليم الخاص، تأهيل المؤسسات خاصة في العالم القروي، مراجعة جذرية للمقررات بما يواكب التطور التكنولوجي، وتحسين ظروف التعليم العمومي. وحدها هذه الخطوات الكفيلة بتحويل الدخول المدرسي من عبء يرهق الأسر إلى محطة أمل لبناء المستقبل.

هشام بوغابة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى