مراحيض عمومية / عار حضاري في طنجة

مراحيض عمومية… عار حضاري في طنجة، عروس الشمال
من المؤسف – بل ومن العار – أن يُضطر المواطن المغربي في القرن الحادي والعشرين إلى المطالبة العلنية، وفي مختلف مناطق الوطن، بتوفير مراحيض عمومية، خصوصًا في مدن محورية مثل طنجة، التي تُعد واجهة استراتيجية ذات ثقل اقتصادي وسياحي كبير.
طنجة، هذه المدينة التي تستقبل آلاف الزوار يوميًا، وتُقدَّم كجسر بين إفريقيا وأوروبا، تعاني من مفارقة صارخة: بنية تحتية متطورة في بعض الجوانب، لكن غائبة تمامًا في ما يخص أبسط الخدمات المرتبطة بكرامة الإنسان. فكيف لمدينة بهذا الثقل أن تعجز عن توفير مراحيض عمومية لائقة ونظيفة ومتاحة للعموم؟
إن الحديث عن المراحيض العمومية لا يجب أن يُقابل بالسخرية أو الإحراج، بل يجب أن يكون جرس إنذار يُنبه إلى فشل جماعي في تدبير الشأن المحلي، ويضع علامات استفهام كبرى حول أداء المجالس المنتخبة والجهات المعنية. ففي ظل التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تحسين البنيات والخدمات الأساسية، لا نفهم كيف لا تزال مطالب المواطنين تُقابل بالتجاهل، خصوصًا حين يتعلق الأمر بحقوق بديهية.
الزائر لطنجة، كما المواطن، يجد نفسه في رحلة بحث مُذلّة عن مرحاض عمومي. هذه ليست مبالغة، بل واقعٌ يُسائل المسؤولين ويضعهم أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والعملية. كيف يُعقل أن نتحدث عن جاذبية سياحية واستثمارات، بينما نعجز عن ضمان فضاء يحترم حاجة إنسانية أساسية؟
إن توفير مراحيض عمومية ليس مجرد مطلب ، بل مؤشر على مدى احترام المدينة لساكنتها وزوارها. فهل تتحرك الجهات الوصية لرد الاعتبار لمدينة طنجة، أم أننا سنواصل الدوران في دائرة العبث والإهمال؟
المراسل / هشام بوغابة من طنجة