من “ايت بوكماز” إلى “أوربيع”…صرخة واحدة من أجل الكرامة…الى متى؟..

في وقت لم يجف فيه بعد صدى احتجاجات سكان ايت بوكماز، خرج من جديد سكان حي أوربيع، في مسيرة سلمية مشيًا على الأقدام نحو ولاية بني ملال، لا طلبًا للترف، بل فقط للعيش الكريم، ولصوت يُسمع خلف جدران الصمت .
كيف يعقل أن يقع هذا في بلدٍ يزخر بكل مقومات العيش الهنيء؟ كيف لمواطن أن يحتج من أجل حقوق بديهية: ماء، صحة، تعليم، عمل؟ كيف تتحول المشاريع المسطّرة بعناية في الأوراق إلى رماد تحت أقدام السياسة التي داست على مصلحة المواطن، وركضت خلف المصالح الحزبية والشخصية الضيقة؟
لقد كان خطاب جلالة الملك محمد السادس، في مناسبات عدة، واضحًا وصريحًا، يضع الأصبع على مكمن الخلل: نخب سياسية فشلت في أن تكون في مستوى الثقة، وأخفقت في مواكبة طموحات الوطن، بل خانت آمال مواطنين في قرى ومدن هامشها بات يتسع على حساب الكرامة والعدالة المجالية.
إن تكرار هذه المشاهد المؤلمة ليس صدفة، بل نتيجة تراكمات وإخفاقات تستدعي مساءلة حقيقية، ومراجعة عميقة لنموذج تنموي لا يجب أن يبقى حبيس المكاتب والتقارير، بل أن يُترجم على الأرض، حيث ينتظر المواطن لا الشعارات، بل الماء، والمستشفى، والمدرسة، والفرصة.
ان سياسة المحاسبة يجب أن تفعل فعليا عاجلا لتقييم عمل المنتخبين و المسؤولين من أجل الوقوف على فعالياتهم تجاه المشاريع و كذا تبرير ذمتهم من أموال و مصالح الوطن.
هشام بوغابة
