مهرجانات باسم الفن… الفرق بين “طوطو هناك” و”صامد هنا”…

هما وجهان لعملة واحدة، لكن مع اختلافات في الأسلوب والسياق:
• طوطو هناك: يُقدَّم كرمز للتمرد والانفلات، يتحدث بلغة السوق والشارع، يُعبّر عن “اللامنتمي” الذي يعيش على الهامش، وهو انعكاس لما يسمى “الهيب هوب التجاري”، الذي يصوّر العنف والمخدرات والنساء بشكل فج، ويصنع من البؤس سلعة مربحة.
• صامد هنا: قد يُقدَّم كصورة “نظيفة” أو بديلة، لكنه لا يخرج في كثير من الأحيان عن نفس المنطق التسويقي الذي يُفرغ المضمون من المعنى الحقيقي. هو الوجه المقبول إعلاميًا للفراغ ذاته.
• من يقف وراء هذه “الآلة”؟
ما يحدث ليس عفويًا أو مجرد تعبير حرّ عن شباب موهوب:
هناك صناعة منظمة خلف هذه الأسماء، من شركات إنتاج ومؤسسات إعلامية ومنصات ترويجية، تهدف إلى خلق نجوم يُوجِّهون الذوق العام، ويُغرقون الساحة بثقافة استهلاكية، تُضعف الحس النقدي والفكري.
هذه الصناعة لا تهتم بالمحتوى ولا بالقيم، بل فقط بعدد “المشاهدات” و”الترند” و”المداخيل”، ولو كان الثمن هو ضرب القيم والهوية الثقافية والدينية المغربية.
فلماذا يُروَّج للّامعنى؟
لأن اللامعنى لا يُناقش، لا يُزعج، ولا يُطالب، ولا يُفكّر.
لأن ثقافة التفاهة تُنتج مستهلكين لا مواطنين.
لأن هويةً مشوشةً يسهل التحكم فيها، عبر الإغراق في المتع السطحية والمواضيع التافهة، بعيدًا عن الأسئلة الجوهرية: من نحن؟ ماذا نريد؟ ما مشروعنا الحضاري؟
هشام بوغابة