موسى يزف نفسه …و المغاربة يزفون اوجاعهم…

في وقت يعاني فيه أغلب المغاربة تحت وطأة الغلاء و صعوبة في المعيشة، تتناسل أعراس باذخة تُنفق فيها الملايين وكأنها عروض استعراضية. هذه المناسبات، التي يُفترض أن تعكس دفء اللقاء وبهجة الفرح، صارت مرآة تكشف التناقض الصارخ داخل المجتمع: أقلية مترفة تستعرض قدرتها المالية، وأغلبية غارقة في البحث عن أساسيات العيش.
الأعراس الضخمة لم تعد مجرد احتفال عائلي أو عادة اجتماعية، بل تحولت إلى رسالة رمزية: “نحن هنا في عالم آخر”. عالم من الترف والمظاهر و استدعاء المشاهير “الذين صدعونا بوطنيتهم التي تنهار امام الاموال الطائلة” و المقنعين المجهولي الهوية المسلحين و الغرامات الطائلة “الغائبة عن انظار الضرائب التي أرقت المواطن الدرويش”…يوازي عالمًا آخر مثقلًا بالديون، بالقلق، وبالسعي وراء لقمة العيش. هكذا يصبح الفرح نفسه محاطًا بالأسوار الطبقية، بدل أن يكون مساحة جامعة بين الناس.
إن مثل هذه الممارسات لا تجسد “رفاهية جماعية” بقدر ما تفضح غياب العدالة الاجتماعية، وتبرز كيف يعيش المغاربة في واقعين متناقضين. الأعراس، بدل أن تبني جسور التضامن، صارت تكشف جدران الفصل والتمييز.
هشام بوغابة