فن وثقافة

وطن يتفرج…و بهلوان يسأل”

هل كنا لعبة في يد زمنٍ غير معلن؟
أم أننا أخطأنا لحظة البداية؟
ألم يكن في وسع الخوف أن يرحم الطفل،
أن يدع للحلم نشأته، وللنور نافذته؟
أمسك بيدك يا صغيري،
فأنا مثلك… لا أعرف،
لكنني ما عدت أهاب السؤال،
وإن خذلتني كل الأجوبة.
نم، ففي الليل نكتب ما تبقى منّا،
وفي الصباح، نحاول أن نكون…
أن لا ننهار أمام مرايا الذكرى،
أن لا نغرق في بحيرة “لو كان…”
ربما لا نجاة من الحيرة،
لكننا نحيا بها،
تمامًا كما ينجو الغيم
حين لا يجد غير الريح حضنًا.

وها أنا أراك تكبر،
وفي عينيك ألف استفهام معلّق
كأنك وريثي في الخيبة،
وفي الغصة الأولى التي لم تبرأ.
تسألني عن العدل… عن المصير،
عن معنى أن نولد في حيرة الأسئلة،
ونموت دون أن نجد مفتاحًا لواحدة.
كل ما أملكه يا بنيّ
بعض الدموع اليابسة على خدي،
بعض الحكايات التي لا تنام،
وبعض الإيمان… المهزوز،
كالراية فوق أطلال مهجورة.
علّمتني الحياة أن لا أُقسم بشيء،
حتى الشمس… قد تغيب في عزّ النهار،
والقمر… قد يكذب،
والحب… قد يُنسى.
فلا تسألني عن الطريق،
بل اسأل الريح: كيف تحتمل التيه؟
واسأل الشجر: كيف يظل واقفًا،
حتى وهو ميت من الداخل؟
نم الآن…
سنكمل بحثنا غدًا،
أو ربما لا نكمله…
لكننا سنتنفس،
وسنحلم…
رغم كل هذا …

سنحلم…نعم سنحلم…

كتبه / هشام بوغابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى