فن وثقافة

قراءة في رواية بني مكادة ( حكاية منسيين على حواف طنجة)

هذه الرواية لصاحبها محمد الخرباش ابن مدينة طنجة ولد عام 1979… شاعر وكاتب ومحام بهيئة المحامين بطنجة، وفاعل جمعوي… تتحدث هذه الرواية الشيقة عن تداعيات تفجيرات الدار البيضاء بطريقة أدبية مثيرة، ومن خلال شخصيات طنجية نمطية تنتمي لحي بني مكادة الذي يحمل عدة دلالات نضالية وشعبية واجتماعية…. ومن أهم الشخصيات: سفيان: الذي وبمجرد وقوع التفجيرات وبداية الاعتقالات حلق لحيته ليبعد عنه الأنظار والشبهات… بعدها سيهرب من الشرطة عبر ميناء طنجة نحو اسبانيا…لكن القدر لن يمهله إذ سيكون من جملة المصابين في تفجيرات محطة اتوشا بمدريد … أما الشخصية الثانية فهي: حميدو: صديق سفيان….عامل بسيط، يحب السهر في ملاهي طنجة الليلية الرخيصة والتي تناسب دخله المتواضع … وهو شاب لا يستقر له حال في العمل لأنه دائم الشجار مع أرباب العمل،ويرفض عبوديتهم واستغلالهم… في آخر مرة طرد من العمل، واختار أن يبيع السجائر في إحدى زوايا حي بني مكادة…وقرر بعد تفكير طويل الزواج ب: يطو. العاملة البسيطة القادمة من خارج طنجة..لكنها اصيبت بحادث سير مميت… أصيب باكتئاب حاد حزنا وكمدا عليها…وحزنا على مصير صديقه سفيان أيضا…مما جعله يهاجم(أبا العلاء) الذي غرر بسفيان… وفي نهاية الرواية توجه حميدو إلى ساحة مدرسة خديجة ليقرر شنق نفسه في شجرة كبيرة هناك… ويمكننا القول بأن هذه الرواية المثيرة تعتبر وثيقة تاريخية لأنها تتضمن عدة إشارات لاحداث تاريخية هامة في تاريخ المغرب عامة وطنية خاصة مثل تفجيرات الدار البيضاء، وانتفاضة 20 فبراير..وغيرها كما أنها تعتبر وثيقة اجتماعية لأنها تتحدث عن عدد من الأماكن المعروفة في حي بني مكادة مثل المقاهي والأسواق وغيرها….

 وختاما نتمنى للكاتب محمد الخرباش كل التوفيق في مساره الأدبي والمهني والعائلي… 

الأستاذ يوسف بن العيساوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى